في أول تصريحات علنية له بعد عودته من إسرائيل، قال رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي إن هناك خلافا في رؤية التهديد الإيراني بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وإن واشنطن تزيد من ضغوطها الدبلوماسية والاقتصادية على طهران وتستعد في الوقت ذاته لاحتمال العمل العسكري إذا لم يكن هناك خيار آخر. وأضاف ديمبسي في مقابلة مع صحيفة "ناشيونال بوست" نشرت أول من أمس "علينا أن نعترف أن هناك تباينا في تقييم ذلك الخطر بيننا والإسرائيليين. ناقشنا هذا التباين بوضوح وإسهاب خلال زيارتي الأخيرة لإسرائيل. إلا أننا توصلنا إلى أننا كحلفاء نرى التهديد، ومن ثم احتمال التعامل معه بأسلوبين مختلفين تماما".

وتابع ديمبسي أن مهمته لم تكن محاولة فرض رؤيته على الإسرائيليين، كما أن مهمتهم لم تكن فرض رؤيتهم عليه، بل التعرف على مدى التعقيد الذي تتسم به هذه القضية ومن ثم البحث عن حلول خلاقة لها وليس عن أي حلول. وأضاف "نحن مصممون على منع الإيرانيين من امتلاك سلاح نووي إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن علينا قصفهم بالقنابل. وموقفي الشخصي هو أن نواصل السير على درب الردع كأولوية أولى".

وشدد ديمبسي على "أن الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية تعطي نتائج، ومن السابق لأوانه اللجوء للقوة العسكرية. إن المواجهة الآن ستكون عنصرا لعدم الاستقرار ليس فقط من وجهة النظر الأمنية ولكن من وجهة النظر الاقتصادية أيضا".

وكان الرئيس باراك أوباما أكد في مقابلة مع محطة "إي. بي. سي" الأميركية أن العقوبات تؤثر على نحو عميق على إيران، معربا عن أمنياته "أن نتمكن من حل ذلك بالوسائل الدبلوماسية إلا أننا لا نلغي أي اختيار من فوق الطاولة".

من جهة أخرى ظهر أستاذ أشباه الموصلات في كلية للتكنولوجيا بطهران سيد مجتبى آترودي أمام محكمة بسان فرانسيسكو في أولى جلسات النظر في اتهامه بمحاولة شراء وتصدير معدات تكنولوجية أميركية محظورة التصدير إلى إيران. وكان آترودي اعتقل في ديسمبر الماضي.

من جهة أخرى، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أمس أن طهران ستدرس المشروع الروسي "الخطوة خطوة"، إذا كان يكفل حقوق بلاده للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية خلال المحادثات مع مجموعة (5+1).

وأكد أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، وفي حالة حدوث ذلك، ستعقد المحادثات بين طهران والمجموعة في تركيا بموعدها المقرر.

وأوضح أن المحادثات "ستكلل بالنجاح إذا جرت على أساس رزمة المقترحات وطرح القضايا الإقليمية". ودعا بروجردي المجموعة إلى القبول بحقيقة أن إيران تمتلك قدرة نووية سلمية وإلى الجلوس على طاولة المفاوضات النووية مع إيران.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا إيران والدول الكبرى لاستئناف الحوار حول الملف النووي الإيراني، مؤكدا أن "ليس هناك بديل" عنه لتسوية هذا الوضع.

وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في جنيف أمس، أنه يجب على إيران أن تمتثل "تماما" لقرارات مجلس الأمن، وأن "ثبت أن أهداف برنامجها النووي حقا سلمية وهو ما لم يفعلوا".