للمرة الأولى، تحتضن إحدى العواصم العربية مركزا دوليا خاصا بتصاميم ومبتكرات الفنانات من جميع أنحاء العالم. حيث تقرر إنشاء مركز دولي في العاصمة الأردنية عمان مخصص فقط من أجل الفنانات على مستوى جميع أنحاء العالم وذلك من أجل عرض فنونهن وابتكاراتهن وتصاميمهن الفنية.

وبمناسبة افتتاح المركز قدمت الفنانة التشكيلية الفرنسية الشهيرة هيدفا صر والتي نصبت العام الماضي فنانة اليونسكو تصميمها "شجرة السلام" كهدية للمركز. من جهة أخرى وبمناسبة الافتتاح أيضا يدعو المركز الذي سيفتتح رسميا في عام 2013 منذ الآن كافة مصممات الجرافيك على مستوى العالم للمشاركة في مسابقة اختيار شعار المركز. وسوف تمنح لجنة التحكيم جائزة مالية للفائزة الأولى قيمتها 2000 دولار وللثانية والثالثة 1000 دولار مناصفة لكل فائزة.

ويهدف هذا المركز الذي يطمح لأن يغدو متحفا يضم إبداعات الفنانات إلى أن يضم مشروعا لتعليم الفنون وأيضا للاحتفاء بمواهب الفنانات من جميع أنحاء العالم. وتعد هذه هي المبادرة الأولى من نوعها التي حظيت بموافقة إجماعية من كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وقد حظيت هذه المبادرة بهذا الاهتمام لأن مهمة المركز الرئيسية على المدى الطويل هي تعزيز السلام والتأكيد على قيم التعايش من خلال الفن بمعنى أن يصبح منتدى حقيقيا لحوار الثقافات يتم من خلاله التعلم وتبادل الخبرات وتمكين النساء من عرض فنونهن والعمل المتبادل عالميا للحفاظ على التقاليد الثقافية والفنية لكل بلد من بلدان العالم.

وفي إطار تحقيق هذه الأهداف سوف يوفر المركز قاعدة بيانات متكاملة عبر شبكة الإنترنت من أجل توفير مجموعة واسعة من السبل التعليمية لهذه الفنون وأيضا من أجل إقامة سوق إلكتروني لعرض وبيع الأعمال الفنية للفنانات المشاركات في المركز.

إلى جانب هذا من المقرر أن يتم التواصل بين مجلس إدارة المركز وبعض قادة صناعة تطوير التكنولوجيا الفائقة من أجل إقامة منصة تفاعلية متعددة اللغات من شأنها توسيع مجال عمل المركز خارج العاصمة عمان.

وحول هذا المركز تقول الفنانة التشكيلية هيدفا: إن من واجبنا مساعدة الفنانات وإبراز أعمالهن وتسليط الضوء على المواهب المتميزة، وإن هذا المركز سوف يكون مكانا فريدا ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم أجمع، مما سيجعل منه مكانا لتعزيز الحوار وحرية التعبير.

ووجه المركز الدولي للفنانات دعوة منذ بدايته كفكرة إلى الحكومات والشركات والمنظمات الخيرية والأفراد لدعمه ماديا من خلال تبرعات، كما تم إنشاء حساب خاص في منظمة اليونسكو بباريس من أجل تحصيل أموال من خارج الميزانية من الدول الأعضاء في المنظمة. وقد منحت الحكومة الأردنية موقعا متميزا ليخصص للمركز، ويشكل سفراء وفنانون من فرنسا وألمانيا والهند والأردن والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وجنوب أفريقيا والصين والبرازيل والأكوادور وهنجاريا المجلس التنفيذي للمركز.