(إنتَ ملكنا وإنتَ الوالد.. صنت العهد.. إنتَ و"فهد".. والله على مانقوله شاااااهد"!
 إنها إحدى أغاني "محمد عبده" الوطنية، كانت من أبرز أهازيج "جيل خالد" من السعوديين (1976ـ 1982)، حيث كانت تفتتح بها إذاعة الصباح المدرسية، قبل أن ...! و..لابد أن نتمالك أنفسنا ـ نحن "جيل خالد" ـ اليوم، ونتحسس نقوش الزمن على عوارضنا، وجباهنا! نعم: لقد كبرنا، ودفنتنا عواصف الظروف الترابية ـ أو كادت ـ وبتنا أحوج الأجيال السعودية لهذا المعرض المقام عن "الملك خالد"، الذي نعته إذاعة لندن يوم وفاته قائلة: "السعودية تودع ملكها الصالح/ خالد بن عبدالعزيز"!
 يومها كنا نخرج للتو من "أحد" أيام الامتحانات 21/شعبان/ 1402هـ، ونتأهب لاستقبال واحدةٍ من أهم وأقوى دورات كأس العالم 1982، محاولين تخفيف مرارة عدم تأهل منتخبنا لها، بأن كل الاحتمالات ممكنة في كرة القدم؛ فمنتخب "البرازيل" ـ وهو الفريق الذي يقول "أكرم صالح": بدُّو فريق من المرِّيخ تا يهزمه! ـ خسر نهائي بطولة الكأس القارية أمام "الأورغواي"!
 ولكن الشيء الذي يصدمنا دائماً، رغم أنه يفجعنا بحضوره كل يوم، هو: الموت! هاهو "غالب كامل" يزدرد ريقه، ويغالب عبرته؛ ليعلن "البيان الرسمي" من الديوان الملكي بوفاة "خالد" إثر نوبة قلبية، بعد أيام قليلة من وصوله "مكة المكرمة"؛ ليصوم رمضان ويقومه كاملاً!
 ما زالت جماجمنا رطبةً، وها هو الموت يفتتها بلا رحمة :  إنها سنة الحيـ... الحياة؟ الموت هو سنة الحياة؟ يا إلهي: إن استوعبت عقولنا هذا، بعد ثلاثين عاماً، فكيف ستحتمله قلوبنا؟ سل أيَّاً من "جيل خالد": متى توفي؟ سيجيبك دمع ترقرق في عينيه منذ ذلك التاريخ: أمس! أمس فقط مات "خالد"؛ بدليل أننا هانحن نتأهب لكأس العالم! ومنتخبنا لم يتأهل، ولكنه لم يخرج على يد "نيوزيلاندا" ذات الأصابع "الخمس"! و"البرازيل" ـ وإن لم تكن كتيبة الدكتور/"سقراط" ـ فازت بكأس القارات!
 وهاهو "خالد" يتلو كلمته في مؤتمر القمة الإسلامي، في ظل الكعبة، بالطريقة المُنغِّمةِ نفسها التي يتلو بها "وِرْدَه" من الآيات والأذكار والأدعية! لم يكن يتقن لعبة: "لكل مقام مقال"؛ فكان في كل مقام "خالداً"!