أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده مستعدة للتفاوض مع القوى الكبرى حول ملفها النووي، محملا هذه القوى مسؤولية إفشاله عبر إصدار قرارات قبل البدء بالمفاوضات، فيما كشف تقرير معهد العلوم والأمن الدولي أنه من غير المرجح أن تسعى إيران إلى صنع سلاح نووي هذا العام لأنها لا تملك بعد القدرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

وقال التقرير الذي مولته منحة من معهد الولايات المتحدة للسلام إن إيران لم تتخذ قرارا بصنع قنبلة نووية، مشيرا إلى أنه "من غير المرجح أن تنطلق إيران في 2012.. والسبب الرئيسي في ذلك أن هناك رادعا يمنعها من ذلك. "وأضاف أن العقوبات والخوف من توجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية ردعا طهران.

وقال مسؤولون أميركيون لرويترز طلبوا عدم نشر أسمائهم إن الاستخدامات المدنية تمثل الجزء الأكبر من البرنامج النووي الإيراني لكن الإيرانيين يتركون خياراتهم مفتوحة مما يزيد من أجواء الغموض.

وشكك بعض المحللين المحافظين والإسرائيليين في هذا النوع من التقييم مصرين على أن الجهود النووية لإيران متقدمة بما يكفي لدرجة تسمح لها بصنع سلاح خلال عام أو أقل.

لكن تقرير المعهد قال "على الرغم من أن إيران منخرطة في الأنشطة النووية فلم تظهر أدلة على أن النظام قرر صنع أسلحة نووية".

وجاء في التقرير "ربما من غير المرجح اتخاذ هذا القرار قبل أن تكون إيران قادرة أولا على تعزيز قدرتها على التخصيب لدرجة تتولد معها القدرة على إنتاج يورانيوم لدرجة تستخدم في صنع الأسلحة بسرعة وبشكل سري".

كما يقول تقرير المعهد إن من الخيارات المحتملة لوقف البرنامج النووي هو شن هجوم عسكري يستهدف البرنامج لكن من غير المرجح أن يحقق ذلك النجاح المنشود، مشيرا إلى أن حملة قصف لا تسفر عن القضاء التام على تلك القدرات وستجعل إيران "قادرة على إعادة بناء" برنامجها النووي سريعا بل وتحفزها لوضع برنامج سريع لصنع قنبلة مما سيجعل المنطقة أكثر خطورة وأقل استقرارا.

وأضاف التقرير أن العمليات المخابراتية السرية التي تهدف إلى رصد الأنشطة النووية الإيرانية السرية بما في ذلك بناء المواقع الجديدة تحت الأرض "مهمة للغاية".

ويقول التقرير إن من "الأساليب الأخرى المعروفة" التي تلجأ إليها أجهزة المخابرات الغربية مع إيران اختراق الشبكات الإيرانية التي تهرب المعدات المرتبطة بالنشاط النووي وتزويدها بخطط أو عناصر معيبة أو تم تخريبها.

ويقول التقرير إن هذه التكتيكات ساعدت الغرب على الكشف عن موقع نووي إيراني سري واحد على الأقل وأدت إلى تعطل أجهزة الطرد المركزي كما جاء في تصريحات رسمية إيرانية.

وأوضح التقرير أن وسائل عنيفة سرية أخرى مستخدمة خاصة اغتيال العلماء النوويين والمهندسين الإيرانيين "لها عيوب وتداعيات خطيرة"، مثل الاحتمال الكبير في انتقام إيران من خلال شن هجمات عن طريق جماعات تدعمها والتي يمكن أن توجه للأهداف المدنية.

على صعيد آخر، تحطمت طائرة عسكرية إيرانية من طراز إف 14 صباح أمس، قرب مدينة بوشهر، قرب ساحل الخليج. ولم تعط وكالة الأنباء الإيرانية تفاصيل عن سبب تحطمها.