ماذا يمكن أن تقدم جمعية وليدة لا يتجاوز عدد أفرادها بضعة أشخاص وبميزانية بسيطة لا تبلغ سبعة آلاف شهريا إلا إنجازات بسيطة تعتمد على جهود أفرادها وفاعليتهم. أسوق هذا الحديث بعد أن اطلعت شخصيا على جهود جمعية مكافحة التدخين والمخدرات بمحافظة الليث والتي استطاعت استقطاب العديد من ممارسي التدخين والقليل من مدمني المخدرات، فالجمعية التي تقطن في محل تجاري على شارع عمومي تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات وهي لا تزال وليدة. لقد اطلعت على العديد من اعترافات الشبّان المأساوية حول بداية ممارستهم للتدخين سواء في منازلهم أو في مدارسهم في ظل غياب الرقيب الخارجي، وغفوة الرقيب الداخلي، وكأنهم بذلك يدركون حجم جريمتهم التي يقترفونها، ولا يشعرون بفداحة ذلك إلا بعد أن يستيقظ الوعي لديهم. ومنهم لا يستيقظ وعيه إلا بعد تآكلت صحته وتدهورت حالته الاجتماعية. ومما راعني في اعترافات المقلعين – بعضهم من المسنين- أنهم شعروا بمرارة ألم السنوات التي قضوها وهم أسيرو هذه العادة وجعلت أسرهم تتجنبهم، وهم يتجنبون الناس، ووصل الحال ببعضهم إلى أنه لم يترك التدخين إلا بعد أن أحس بأنه يقتل نفسه وأولاده فأقلع مكرها. وطرحت سؤالا على نفسي لطالما حيّرني: ترى من الذي جعل بعض المدخنين من الأطفال يشعرون بالزهو والرجولة حين يمسكون بأول سيجارة في حياتهم؟ هل هو الإعلام الهابط في أفلامه ومسلسلاته أم القدوة السيئة التي تتميز ببعض صفات المخاطرة والشجاعة؟