اتفق خبراء اقتصاديون عالميون على أن نجاح الشركات وريادتها مرتبط بالاستمرار في رعاية المواهب وتحفيز التفكير الإبداعي لدى العاملين، مشيرين إلى أن المخاطرة بقدر محدد ضرورية أحياناً للوصول إلى نتائج جيدة.

وشدد مايكل ماير مؤسس شركة إيرين خلال الجلسة الأولى لليوم الأخير لمنتدى التنافسية أمس، التي عنونت بـ"ريادة الأعمال... كيف استطاعت الشركات التكيف مع متطلبات العصر؟"، على أهمية تحديد الأهداف قبل الانطلاق في أي عمل، مع وضع معايير حقيقية قابلة للتطوير بشكل دائم، وإتاحة المجال أمام التفكير الإبداعي للموظفين بما يسهم في تطوير المنتجات والتناغم مع حاجات السوق المتغيرة باستمرار، مع توقع قدر من المخاطرة. وقال: "يجب أن نفكر دائماً في إعادة تصنيع الأفكار، وإفساح المجال أمام الموظفين للإبداع وابتكار أفكار توائم العصر، مع الاهتمام بنقل الخبرة من جيل إلى آخر حتى نحافظ على استمرارية الشركة". وأضاف ماير أن الريادة يمكن أن تكون في مجالات معروفة لكن بطرق جديدة، ضارباً مثالاً على ذلك بستيف جوبز مؤسس شركة آبل، الذي استطاع المنافسة والصعود رغم وجود عملاق التقنية شركة مايكروسوفت، وذلك بفضل تفكيره بطريقة مختلفة. وأكد ماير أن السعودية بيئة ملائمة لنمو الأعمال والريادة في مجالات كثيرة، لكن على الشركات فيها الاهتمام بجانب الموهبة والإبداع.

من جهته ركز مؤسس شركة عرب نت عمر كريستيدس، على أهمية تعزيز الجانب الجماعي في التفكير، بما يسهم في إيجاد مجالات عمل جديدة، مستشهداً بما قامت به شركة IBM عندما جمعت 100 موظف فيها من 80 بلداً في جلسة "عصف ذهني" للخروج بأفكار إبداعية تسهم في تعزيز مكانة الشركة في السوق. وأضاف أن محرك البريد الإلكتروني Gmail نتج عما أسمته شركة جوجل "20 في المئة من الوقت" المخصص لمهندسيها أسبوعيًا للعمل في مشروعاتهم الخاصة. ولفت إلى أهمية تركيز المدير التنفيذي في أي شركة على صياغة إستراتيجيات ناجحة ووضع منصات للتواصل مع الموظفين واكتشاف قدراتهم، مع المرونة في الهيكل التنظيمي للمؤسسة، مؤكداً أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لديها قدرة أكبر على المنافسة بشكل ديناميكي في هذا المجال بحكم عدد موظفيها، في حين أن الشركات الكبيرة تعاني من صعوبة تقديم الأفكار للقيادة العليا.

وأكد العميد في كلية إدارة الأعمال في جامعة أكسفورد أندرو وايت، ضرورة توفر الإرادة المهنية لدى مخططي السياسات في الشركات والابتعاد على الخلافات، وإفساح المجال أمام حرية التفكير والإبداع. وأشار إلى أن 500 شركة حول العالم كانت تعمل في عام 1997 لم يتبق منها الآن سوى 74 شركة، مرجعا ذلك إلى أنها استجابت لمتطلبات العصر وفكر القائمون عليها بطرق إبداعية أسهمت في نمو شركاتهم واستمراريتها. واستشهد على التفكير بطريقة إبداعية بقصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما أشار على وجهاء مكة المختلفين بأن يضعوا الحجر الأسود على قطعة قماش ويحملونه معا إلى مكانه.