شهدت مراكز الجلدية في جدة زيارة العديد من السيدات، وذلك لأخذ المشورة الطبية والاستفسار عن مرض "الحزام الناري" الذي ظهرت أعراضه عليهن، واتضح من خلال رصد "الوطن" لهذه المراكز أن كثيرا من السيدات ليس لديهن خلفية أو معرفة بمسببات المرض وأعراضه، وأن البعض منهن يعتبرن ذلك من الأمراض الغريبة التي لا تعرف أعراضها ولا مسبباتها.
من جهته كشف لـ "الوطن" استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر الدكتور بسام عشي أن أكثر الأمراض الجلدية غموضا في السعودية مرض الحزام الناري الذي يصاب به ما يقارب 30% من المرضى، ويتفاوت عدد المرضى المصابين بهذه المرض المراجعين عيادته، بما يقارب 8-14 شخصا شهريا، مشيرا إلى أن أغلب المرضى المراجعين للعيادة لا يكون لديهم خلفية طبية عن مضاعفات المرض ومسبباته و يتبادر إلى ذهن الكثير من الأشخاص بعض الاستفسارات عن هذا المرض الذي يصيب الإنسان في مختلف مراحل حياته. وأكد أنه يتردد على العيادة 20% من المرضى المصابين بهذا المرض، لا يعرفون خلفية طبية عن أعراضه، مبررا ذلك أن ضعف التوعية بالأمراض الجلدية في مجتمعنا سبب رئيسي في التجاهل لعلاج هذه الأمراض، مما قد يساهم في انتشار المرض في الشخص لأجزاء أخرى ويؤدي لتردي حالته الصحية. وأضاف أن الحزام الناري مرض يصيب الأشخاص الذين سبق أن جاء لهم مرض العنقز، ونجد أن الأطفال يصابون بهذا المرض، لكن نسبة انتشاره بين كبار السن أكثر لانخفاض المناعة لديهم.
وذكر أن الحزام الناري عبارة عن طفح جلدي نتيجة عودة نشاط فيروس العنقز في نطاق جلدي يتبع لعصب أحساسي معين، مشيرا إلى أن هذا المرض يصيب الأشخاص في مختلف المراحل العمرية ولكن الأكثر عرضة للإصابة هم فوق سن الخمسين.
وأكد عشي أن الحزام الناري له عدة مسميات منها "بالزوستر"، وهو التهاب فيروسي يسببه نفس الفيروس المسبب للعنقز، لذلك من الممكن للشخص الذي تعرض للإصابة بمرض العنقز أن يصاب بهذا المرض في فترة من فترات عمره، حيث يظل الفيروس كامناً وغير نشط في بعض خلايا العقد العصبية في جسم الإنسان وعند ثوراته ومعاودة نشاطه يصاب الشخص بالحزام الناري. وأشار إلى أن هذا النوع من الالتهاب الفيروسي يصيب حوالي 80 شخصا من كل ألف شخص في العالم بمختلف الفترات العمرية.
وتتمثل الأعراض السريرية لهذا المرض بإحساس غريب في منطقة معينة في الجلد يتراوح بين الخدر البسيط إلى الألم والمضايقة، ثم يتطور سريعا إلى آلام شديدة قد تستمر لعده أيام قبل ظهور الطفح، ويتكون الطفح من نموذج مصغر لطفح العنقز، حيث تظهر حويصلات مائية على خلفية حمراء بشكل مطاول للأعصاب الجلدية ثم ما تلبث بالالتئام عن طريق جفافها.
وأكد أن أهم المشاكل التي يشتكي منها المرضي هو الألم الشديد والذي يتناسب عادة مع عمره، حيث يكون أكثر شدة في الأكبر سنا ويستمر الألم فترة من الزمن بعد اختفاء الطفح تصل إلى 4 أسابيع ويعتبر الألم العصبي والإصابة من أهم المضاعفات. وأشار العشي ألى أن المعروف أن الفيروس المسبب للحزام الناري ينتقل للآخرين الذين لم يصابوا في صغرهم بداء العنقز مسبباً لهم الإصابة، مشددا على أن أغلب المرضى في السعودية ليس لديهم خلفية طبية عن مرض الحزام الناري الجلدي، وطالب عشي بأهمية وضع برامج تثقيفية للأمراض الجلدية توضح أهمية استخدام المطهرات الخارجية المقاومة للبكتيريا، وأهمية اتخاذ الحذر في التعامل مع الأشخاص المصابين منعا لانتقال هذا المرض لهم.
من جهته أوضح مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود أن هناك توعية تقوم بها وزارة الصحة لكافة الأمراض، سواء الجلدية أو غيرها.
وفيما يتعلق بمرض الحزام الناري وعدم معرفة الكثير عنه فهذا يعود للأشخاص أنفسهم، فطرق التثقيف والتوعية لها مجالات عدة، منها موقع وزارة الصحة والكتيبات التي يتم توزيعها في كافة المستشفيات والمراكز، إلى جانب أن المواقع الصحية المتواجدة على الإنترنت تعطي كافة الأشخاص معلومات كافية عن الأمراض الجلدية. وعن نسبة إصابة الأشخاص بهذا المرض في جدة أكد بادواد أن الإصابة بمعدل مقبول ولا تعتبر مرتفعة.
وعن الخدمات الطبية التي تقدم للمرضى أكد أن كافة عيادات الجلدية المتواجدة في المستشفيات الحكومية تقدم الخدمات العلاجية وتحرص على سلامة المرضى وتوفير كافة العقاقير والمضادات للأمراض ومنها الحزام الناري.