انطلاقاً من مبدأ "لا حياء في الدين"..وإذا ما أردنا التأسيس لعلاقة زوجية سوية ومستمرة ومتنامية وسعيدة وممتعة، تكفينا مؤونة اللهاث بحثا عن حب آخر وعلاقات جديدة تعوضنا عن حياتنا الزوجية التي نعيشها، وقد يكتشف فجأة أحدنا أوكلانا كزوجين، أنها غير جيدة.. وليس فيها أي نوع من الإثارة والتشويق.. وتفتقد لأبسط أنواع التعامل "الأتيكيت".. ويسيطر عليها الملل والرتابة والروتين.. وكلا الزوجين قد لا يحسن اختيار الكلمات الحلوة والرقيقة والمحفزة للطرف الآخر والتي تجعل الشريك في حالة خيالية من النشوة والانجذاب، والمشبعة للحاجة الفطرية المغروسة في نفسه، وهو بحاجتها كحاجته للأكل والشرب والهواء.. والتغزل بالحبيب وجماله ومفاتنه. من الجمال أن يتنفس الإنسان في بيئة مفعمة بالرومانسية المدهشة والإثارة وكسر الحواجز وسيلته إلى ذلك المزاح والنكات الساخرة المتبادلة والمفاجآت.. والإغراق في التخطيط المستقبلي لكل تفاصيل الحياة المقبلة من طموحات ومشاريع وبرامج ترفيه تبعث في النفوس الأمل الذي يتجدد غداة شروق شمس كل يوم. قد نغض الطرف عن أمور مهمة جدا ولها دور في التهيئة الجنسية مثل اختيار الملابس وألوانها.. ونوعيتها وأسلوب التصميم الجذاب.. وفي الجلسات الخاصة لا نجتهد في إظهار أفضل ما لدينا وندعها لساعات الخروج من المنزل ومقابلة الأصدقاء.. ولا نراعي المظهر العام.. وكيف يقبل الشريك شريكه وقد أكل بصلا أو ثوما أو كراثا، علاوة على ارتدائه للملابس المتسخة والقذرة والتي تفوح منها الروائح المنفرة.
العلاقة الجنسية في الحياة الزوجية تبدو في حالات مضطربة، أحيانا، وقد كرس هذا الاضطراب قانون العيب الاجتماعي والذي جعل الخوض في مثل هذه الأمور عيبا وخطيئة منذ الصغر، فالطفل وحتى الشاب أو البنت لا يجوز لهم الاسترسال أو السؤال عن الأعضاء التناسلية ووظائفها والأساليب التي يجب عليهم اتباعها للمحافظة عليها.. والطرق الصحيحة والسوية للإشباع الجنسي.. ومخاطر الانحراف الجنسي.. والأمراض الجنسية وعواقبها الوخيمة.. وكثير من الشباب والشابات المقبلين على الزواج لا يُبصّرون بأسرار وخبايا العلاقة مع الجنس الآخر ويتركون لمواجهة مصيرهم و"يا صابت يا خابت".
تصور زوجا يقابل الإثارة الجنسية من شريكته بالبرود أو العكس.. أو من ينظر للإشباع الفطري على أنه أداء للواجب لا أكثر.. أو إطفاء لحالة من الهيجان، جاهلا بأن هذا الإشباع ينبغي أن يتدرج في مراحل ماتعة تبدأ بالمداعبة التي ستقود إلى علاقة جنسية مثالية لا تبتسر الجنس على أنه الهدف النهائي من العلاقة الزوجية بقدر ما هو لحظات ممتعة من الحياة، لذلك من الخطأ ألا نعرف شيئا عن استثمار العلاقة الجنسية وثمراتها الإيجابية في إضفاء الحيوية والتجديد والإثارة والتغيير، وإضفاء الحيوية على الإنسان في تحقيق طموحاته المستقبلية.
كلما أحطنا تلك العلاقة الجنسية الفطرية للإنسان بسياجات عالية من السرية تحت ذرائع ومبررات غير منطقية مثل العيب والحياء ، وتغاضينا عن الأسئلة التي يطرحها الصغار حول هذا الموضوع دون أن نجيبهم عليها، ازداد إصرارهم في البحث عن الإجابات وقد يلجؤون حينها للمواقع والمجلات والرفاق والشلة ليسألوا عن الولادة والحمل والفروق بين الذكر والأنثى وكيفية تكوين الجنين في الرحم والحيض والسائل المنوي... إلخ.
أسئلة كثيرة مرتبطة بالجنس ما لم يجد الأبناء والبنات الإجابات عنها سيكبرون وينمون بطريقة غير سوية كونهم قد أسسوا ثقافتهم الجنسية من مصادر غير موثوقة أو عن طريق الصدف والممارسات الخاطئة.. ووجود منهج مدرسي يلبي تلك الاحتياجات ويجيب عن كل الأسئلة بات ضروريا بدءا بمدارس التعليم العام وهو ما يعرف في الكثير من الدول بمنهج "التربية الجنسية" والثقافة الجنسية لطلاب الجامعة كي لا يكون الجنس أمرا غامضا يسعى الجميع لاكتشافه ولو بوسائل خاطئة.