أقيم الأسبوع الماضي ملتقى الإعلاميات العربيات السادس في العاصمة السورية دمشق بالتعاون بين اتحادها الرياضي ولجنتها للصحفيين الرياضيين وبين الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وقد حضرت جانباً من أعماله وكان غنياً بمحاضراته وندواته وبعدد المشاركات من (14) دولة عربية، وكم سررت عندما علمت أن أربع صحفيات سعوديات شاركن بهذا الملتقى، وهي المرة الأولى على ما أعتقد يشاركن بهذا العدد، ولكن بالطبع ليست المشاركة هي المهمة فقط، بل قدرة الأخوات الصحفيات على الدخول في تفاصيل الملتقى ومحاورة المحاضرين والمحاضرات بكثير من الوعي والثقافة والشفافية. ودعونا أولاً نتفق على مسألة في غاية الأهمية ومفادها أن المرأة السعودية تبدع في كل مجال تدخل فيه وتتواجد بقوة وحرص على أن تؤدي دورها كاملاً، وتصوروا لو أتيحت كل الفرص أمام المرأة السعودية في كل المجالات لكانت أبدعت بشكل لا يوصف، مع احتفاظها بكل قيمها ومبادئها ودورها في حياة أسرتها وفي حياة وطنها.... إحدى الأخوات السعوديات ناقشت ما حصل بين مصر والجزائر في المباراة التي (تنذكر وما تنعاد) كما لم يناقشها أي محلل رياضي أو سياسي. وذكرت أن إحدى الفضائيات أرادت أن تجرها إلى موقف مع طرف ضد آخر، لكنها أبت أن يسجل عليها (وهي السعودية المنتمية للأمة العربية) بأنها كانت مع بلد عربي ضد شقيقه العربي، مهما كانت الأسباب ومهما كانت المعطيات...وقالت بالحرف: لقد عرفت فيما بعد (والكلام لها) أن كل ما كان يدور سببه انتخابات الاتحاد العربي، والمسألة مسألة صوت وأصوات وليست مسألة مبدأ وكيف يمكن أن ننهي المشكلة!... وأكبر دليل على ذلك أن الاتحاد العربي للصحافة الرياضية تأخر كثيراً في إصدار بيانه لأن المجتمعين انقسموا على هذه القضية، ويا ليتهم انقسموا على شيء يهم الوطن بأكمله، ويا ليتهم اجتمعوا بعد الأزمة مباشرة وحاولوا تهدئة النفوس. لكن كما قالت إحدى الأخوات: لو كانوا يريدون لها أن تنتهي لانتهت قبل ذلك بكثير، ولما حاول الإعلام تأجيجها لتصل إلى ما وصلت إليه... على كل إنه مثال من الأمثلة التي نوقشت لا أكثر ولا أقل.
في المجمل كان حضور الأخوات السعوديات فاعلاً ومؤثراً وقد أفدن واستفدن.
ونتمنى دائماً حضورهن في مثل هذه المحافل وغيرها... ولا ضير على الإطلاق أن تجمعوا لها جلي الأطباق وترتيب البيت حتى تعود، فوالله العظيم لن تطير الدنيا إن فعلتم ذلك، بل ستلتقون بامرأة أو فتاة تنفست تنفساً إيجابياً وعادت بنشاط أكبر لبيتها وعائلتها وهي بقمة اعتزازها بنفسها وأخلاقها التي تربت عليها في مجتمع تعرف المرأة فيه كيف تصون نفسها.