وقفت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أمس على قضية الطفل وسام الذي قتله والده الثلاثاء الماضي في مدينة ينبع البحر، وزارت منزل عائلة الطفل في مشهد اتسم بالحزن الشديد وفي حالة انهيار كانت تعاني منها الأم التي توشحت ثوبه وقميصه الملطخ بالدماء.
وذكرت المشرفة على القسم النسائي بفرع جمعية حقوق الإنسان بالمدينة المنورة شرف القرافي أن الجمعية بصدد إعداد تقرير عن حالة أسرة القتيل ورفعه لمشرف فرع الجمعية بالمدينة الدكتورعمر حافظ وسيتضمن أربعة محاور تتعلق بالمتابعة القانونية من قبل مكتب الجمعية بالمدينة للقضية مع الجهات المعنية، ومتابعة إجراءات نقل كفالة الأم على ابنتها مع الجهات المختصة حيث إن ابنتها الكبرى تبلغ من العمر 19عاماً وسعودية الجنسية، وتقديم المساعدة الاقتصادية للأسرة من الجهات المختصة، وتقديم الدعم النفسي والتأهيل للأم في مرحلة ما بعد الصدمة.
"الوطن" زارت والدة القتيل وشقيقاته في منزلهم بحي الشوام في ينبع البحر حيث قالت الأم إن طليقها قتل ابنهما حتى يحرمها منه، مشيرة إلى أنه كان دائما يهددهم بأن يشوههم بالحرق بماء النار والقتل وأن له سوابق اعتداء على الطفل وسام.
وأضافت الأم أن إعتداءات الأب على الطفل في الآونة الأخيرة أصبحت متكررة وكانت تنصحه بالرفق والعطف عليه دون جدوى، مبينة أن وسام كان يقيم بعض الأيام عند والده وأن الأب مزق كتبه الدراسية قبل الاختبارات مما دفع الابن إلى الاستعانة بأصدقائه حتى يدرس معهم.
وأكملت شقيقة القتيل "سوسن" حديث والدتها بعد أن انتابتها حالة من البكاء لم تستطع فيها الكلام بعد ذلك. وقالت سوسن إن والدهم يسكن في منزل لا يبعد سوى 400 متر من منزل العائلة وكان وسام يذهب إليه يوميا حسب تعليماته، مبينة أن والدها كان يحاول منع وسام من الخروج من المنزل والاندماج بالمجتمع ومخالطة أقرانه لكونه يتمتع بشخصية محبوبة ومرحة. وسردت سوسن قصة يوم الحادثة قائلة "إن والدها طلب أخذ وسام من المنزل بحجة أنه يريد أن يسليه في حديقة قريبة من المنزل، وهناك حاول ضربه بقطعة حديدية، إلاّ أن المتواجدين منعوه. وبعد مغادرة الأب طلب وسام من حارس الأمن إيصاله إلى منزل والدته وعندما هم بالدخول قبض عليه والده الذي كان يتربص به فسدد له طعنات في صدره وظهره".
وبدأت فصول الحادثة التي نشرتها "الوطن" الخميس الماضي عندما قدم والد وسام وهو في العقد الـ 5 من العمر الثلاثاء الماضي إلى العمارة التي تقطن بها طليقته مع أبنائه في حي الشوام متربصاً بابنه عند عودته للمنزل من المدينة الترفيهية عند مدخل العمارة ويضربه بعصا غليظة قبل أن يسدد إليه عدة طعنات بسكين كانت بحوزته، وعلى الرغم من نقله إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة بعد لحظات من دخوله متأثرا بإصابات بليغة في جسده.
وتضمن التقرير الطبي الأولي أن الطفل وصل إلى المستشفى وهو يعاني نزيفا دمويا حادا، إضافة إلى طعنة في العنق تسببت في تهتك حبل الوريد، وجرح قطعي عميق في الظهر، إضافة إلى تجمعات دموية في أنحاء متفرقة في الجسم ناتجه عن ارتطام أداة غليظة في جسده.
وفي زحمة انشغال الأطباء بإسعاف حالة الطفل، تمكن الأب من التسلل إلى قسم الطوارئ للإطمئنان على صحة ابنه ليصطدم بمنظر ابنه وهو جثة هامدة، لينهار مقرا بمسؤوليته عن مصير ابنه، وتم التحفظ عليه وإيداعه السجن العام في محافظة ينبع.