ودع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح القيادات السياسية والعسكرية التي رافقته معظم سنوات حكمه في خطاب وداعي خلال اجتماع أمس، وغادر البلاد متوجها إلى الولايات المتحدة، طالبا من شعبه أن يصفح عنه. وأكدت مصادر حضرت الاجتماع أن صالح أبكى الحاضرين، فيما تم استنفار قوات الأمن حول محيط صنعاء لترتيب مغادرته إلى عمان وإثيوبيا قبل الوصول إلى الولايات المتحدة للعلاج.
وكان صالح قرر مغادرة اليمن لإفساح المجال من أجل التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 21 فبراير المقبل، وذلك بضغط من القوى الإقليمية والدولية. وأكدت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح أنه قد يعود بعد أشهر من إجراء الانتخابات، وقد يشكل حزباً سياسياً جديداً بحسب الناطق الرسمي لحزب المؤتمر عبده الجندي.
إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن قيام مجموعة من الضباط في قاعدة
الديلمي الجوية المتاخمة لمطار صنعاء الدولي بقيادة مجاميع عسكرية من القوات الجوية، وفرض طوق عسكري على محيط القاعدة واحتجاز قائد القوات الجوية اللواء محمد عبدالله صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس صالح.
وأكدت المصادر أن الضباط والجنود المحاصرين للقاعدة الجوية رفضوا السماح للأحمر، بالخروج من القاعدة وبادروا إلى تعزيز انتشارهم في محيط القاعدة الجوية والمناطق المتاخمة لها.
وأشارت المصادر إلى أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع وجها بتشكيل لجنة عسكرية لإنهاء الموقف المتوتر في القاعدة الجوية، منوهة إلى أنه من المرجح أن يصدر وزير الدفاع خلال الساعات القليلة المقبلة أمراً بتوقيف قائد القوات الجوية للتخفيف من حدة الاحتقان السائد في أوساط منتسبي القاعدة الجوية.
إلى ذلك تظاهر عشرات الآلاف أمس في صنعاء رفضاً للحصانة التي منحها البرلمان للرئيس صالح، ورددوا شعارات منددة بإقرار مجلس النواب لقانون الحصانة، الذي يمنح صالح حصانة تامة من الملاحقة القضائية بتهم ارتكاب قتل المتظاهرين.
ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من التوجه للسفارة الأميركية للإعراب عن غضبهم، إلا أن اللجنة التنظيمية وقوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء الموالي للثورة علي محسن الأحمر، عملت على تغيير مسار التظاهرة والعودة إلى ساحة التغيير.
من جهة أخرى، قتل أربعة متشددين منهم قيادي بتنظيم القاعدة وجندي باشتباكات في بلدة رداع (170 كيلومترا جنوب شرقي صنعاء) التي سيطرت عليها مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة قبل أسبوع. وأوضح مسؤول قبلي أن "سعيد خريصان القيادي بالقاعدة قتل الليلة قبل الماضية باشتباك مع قوات الجيش، كما قتل اثنان من مساعديه، وقتل أيضا جندي وأصيب ثلاثة آخرون".
ووقعت الاشتباكات بعد انهيار محادثات بين زعماء قبليين ومتشددين بسبب مطالب بالإفراج عن 16 من القاعدة وتطبيق الشريعة في البلدة.