تستأنف في الأسبوع الأول من فبراير المقبل في بانكوك محاكمة رجال الشرطة التايلانديين المتهمين باختطاف وقتل رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي في فبراير عام 1990. وأكد رئيس البعثة السعودية لدى تايلاند السفير نبيل عشري في حديث إلى "الوطن" أن وزارة الخارجية السعودية تتابع باهتمام كبير المحاكمة، موضحا أن السفارة تحضر جميع الجلسات وتشرف على سير القضية. وتعود أهمية قضية الرويلي إلى أنها مرتبطة بمقتل أربعة دبلوماسيين سعوديين، حيث تشمل لائحة المحاكمة 5 من كبار ضباط الشرطة في تايلاند، أحدهم متهم بالضلوع في قتل ثلاثة من الدبلوماسيين.

وكان الرويلي تعرض في 12 فبراير 1990، لعملية اختطاف على يد مجموعة من رجال الشرطة قبل أقل من 24 ساعة من موعد عودته إلى السعودية. وتولى عملية الاختطاف المقدم سمكيد بونثانوم، وعشرة من رجاله، حيث نفذوا عمليتهم على بعد 12 مترا من مكتب الرويلي في العاصمة التايلاندية بعدما اعترضوا سيارته، وقادوه إلى فندق صغير في ضواحي بانكوك، وضربوه بعدما حاولوا التحقيق معه، فيما يعرفه عن قضية مجوهرات مسروقة من السعودية، وعندما أصر على الرفض، نقلوه إلى مزرعة خارج العاصمة، وأطلقوا الرصاص عليه ثم أحرقوا جثته. وحول طول مدة المحاكمة، أوضح عشري أن التأخير يعود لوجود شهود وأدلة ومرافعات، وتدخل من فريق الدفاع وهيئة الادعاء التي تمتلك أدلة قوية في القضية، موضحا أن التأجيل ليس له أبعاد سياسية نهائياً، بل جاء نتيجة تعرض العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث تعقد المحاكمة، لفيضانات.

وشدد عشري على أن كل ما نشر وينشر حالياً حول وصول السلطات التايلاندية إلى شاهد إثبات جديد في كمبوديا له علاقة بمقتل الرويلي غير صحيح، مؤكداً قوة موقف فريق الادعاء الذي تم بناء عليه اعتقال المجموعة المتهمة، وهم العقيد ركن سمكيد بونثانوم قائد شرطة المنطقة الخامسة في العاصمة بانكوك، ونائب مدير إدارة التحقيقات الخاصة العقيد سوتشارت وون أنانشاي، والعقيد المتقاعد ثاوي سودسونج، مدير سابق لإدارة التحقيقات الخاصة، ومحقق القضايا الخاصة العقيد ركن بنجابول تشانثاوان، وضابط التحريات الخاصة روك خوينسوان.

وتأمل السعودية أن تساهم الضغوط الدبلوماسية ومحاكمة المتهمين بقتل الرويلي في إظهار معلومات عن تفاصيل تتعلق باغتيال أربعة من دبلوماسييها، حيث اغتيل السكرتير الثالث بالسفارة السعودية عبد الله المالكي أمام منزله في شارع "بيبات"، بالقرب من شارع "ساوترون" في 4 يناير 1989، ثم في الأول من فبراير 1990 قتل الدبلوماسيون السعوديون الثلاثة: عبد الله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف، ولم تلق السلطات التايلاندية القبض على أي مشتبه به في هذه القضية. وبعد 11 يوما من تلك الجريمة، اختفى الرويلي، صديق الدبلوماسيين القتلى، والذي كان يمتلك مكتبا في بانكوك، لتصدير اليد العاملة التايلاندية، ويعتقد أن لديه معلومات دقيقة تتعلق بسرقت مجوهرات من قصر بالرياض في العام السابق لاختطافه وقتله.