يعكف خبراء وزارة الخارجية الأميركية على صياغة مسودة مشروع قرار يمكن أن تطرحه واشنطن في مجلس الأمن إذا فشلت جهود الجامعة العربية في إيجاد حل للأزمة السورية. ومن المتوقع أن يكتسب القرار ملامحه الأخيرة فور التعرف على القرار الذي ستتخذه الجامعة بهذا الشأن. وتجري واشنطن الآن اتصالات مكثفة مع موسكو لإقناع روسيا بتعديل موقفها الرافض لأي عقوبات إضافية على دمشق ولوقف إرسال شحنات الأسلحة إلى الموانئ السورية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نيولاند إن واشنطن تتابع الحوار الدائر الآن حول بعثة المراقبين العرب في سورية واحتمالات مد فترة عملها هناك. وقالت "بصفة عامة فإننا لا نرى التزاما من النظام السوري بما تعهد به للجامعة إذ إن العنف مستمر والدبابات لا تزال في الشوارع والسجون مليئة والصحفيين الدوليين لم يسمح لهم بالدخول".

إلى ذلك نفت الخارجية الأميركية أن تكون إدارة الرئيس باراك أوباما قد أصدرت قرارا بإغلاق سفارتها في دمشق. وقالت لإيضاح موقفها من قضية إغلاق السفارة "بينما لم نصدر قرارا بإغلاق السفارة فإننا نشعر بالقلق الشديد على سلامة العاملين فيها. لقد طلبنا من الحكومة السورية اتخاذ إجراءات إضافية لحماية سفارتنا. وتنظر الحكومة السورية الآن في ذلك الطلب. وقد أبلغنا دمشق أنه ما لم تتخذ خطوات ملموسة خلال الأيام المقبلة فإننا قد نجد أنه لا خيار أمامنا إلا إغلاق السفارة". وكانت واشنطن قد طلبت منذ بعض الوقت من حكومة دمشق تعزيز الحراسة حول سفارتها إلا أنها لم تتلق أي رد. ويعني إغلاق السفارة إذا ما وصل الأمر إلى ذلك بالفعل أن باب أي تواصل دبلوماسي بين واشنطن ونظام بشار الأسد قد أغلق أو بالأحرى أنه أصبح أكثر صعوبة. وقالت بعض التقارير إن واشنطن منحت دمشق أسبوعا واحدا لتعزيز الحراسة حول السفارة سيصدر بعدها قرار بإغلاقها إن لم تستجب الحكومة السورية.

في غضون ذلك تتجه الجامعة العربية التي تتعرض لضغوط لإحالة الملف السوري إلى الأمم المتحدة، إلى تمديد مهمة مراقبيها في سورية لمدة شهر رغم الانتقادات المتزايدة التي توجه لها من قبل المعارضة السورية. وينتظر أن يقدم رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد الدابي اليوم في القاهرة تقريرا إلى وزراء الخارجية العرب سيقررون على أساسه التمديد من عدمه للبعثة. وقال مساعد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المكلفة بمتابعة مهمة المراقبين علي الجاروش "كل المؤشرات تدل على التمديد لمدة شهر لبعثة المراقبين العرب في سورية إذ لم يكف الشهر الأول لأداء المهمة بسبب تخصيص جزء كبير منه للتحضيرات اللوجستية". وقال مسؤول آخر إن "عدد المراقبين قد يرفع إلى حوالي 300، أي تقريبا ضعف عددهم الحالي".

ويتوقع أن يلتقي رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في القاهرة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي "وأن يطلب منه رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي". وقال المتحدث باسم المجلس محمد سرميني إن غليون سيعرب كذلك عن مخاوف المجلس من ألا يعكس تقرير المراقبين حقيقة الوضع في سورية "حيث يرتكب النظام حملة إبادة وجرائم ضد الإنسانية". وقال "كان على التقرير أن يفرق بين الضحية والجلاد" منددا بتحدث التقرير بحسب "تسريبات" عن عجز المراقبين عن تحديد من يرتكب المجازر في البلاد.

ميدانيا أعلن مصدر حقوقي أن عبوة ناسفة انفجرت بحافلة كانت تقل سجناء في محافظة إدلب مما أسفر عن مقتل 15 سجينا فيما أفاد مصدر رسمي عن مقتل 14 موقوفا وإصابة 26 آخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "ارتفع إلى 15 عدد الشهداء الذين قتلوا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق إدلب قرية المسطومة" مشيرا إلى "عشرات الجرحى بعضهم في حالة حرجة".

ومن جهته أعلن متحدث باسم الجيش السوري الحر أن هذا الجيش سينفذ "عمليات كر وفر" و"كمائن" للدفاع عن المدنيين في منطقة الزبداني شمال غرب دمشق، التي انسحب منها الجيش النظامي قبل أيام تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية والخسائر التي تعرض لها. وعبر الرائد المظلي ماهر النعيمي في اتصال من تركيا عن اعتقاده بأن الانسحاب "قد يكون تكتيكيا لبضعة كيلومترات إلى الخلف بهدف إعداد العدة لمحاولة الدخول من جديد من اتجاهات أخرى".