انتهت قبل فترة فعاليات ملتقى العقيق الثقافي بنسخته الرابعة والذي نظمه نادي المدينة المنورة الأدبي وشارك فيه قرابة 21 مثقفاً ومثقفة من المملكة وخارجها، ولا يمكن إنكار مجهود اللجنة التحضيرية للملتقى والتي بدأت مبكراً بالإعلان عن موعده وفتحت المجال للأدباء والمثقفين للكتابة عن محاوره التي تقاطرت حول موضوع "الحركة الأدبية في المدينة المنورة في العصر الحديث"، إلاّ أن ثمة أسئلة كثيرة ما زالت تتردد في أذهان الكثيرين ممن تابعوا عن قرب جلسات الملتقى التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، خصوصاً حول طبيعة ومستوى البحوث المقدمة، التي اقتصر الكثير منها على تناول تجارب شعرية معينة مغفلا عشرات التجارب التي عرفتها المدينة في تاريخها الثقافي الحديث.
وبدا واضحاً تركيز الأوراق المشاركة على أصوات شعرية تقع جميعها ضمن دائرة نادي المدينة الأدبي مع تقديرنا الشديد لتلك الأصوات دون أن تجهد نفسها بالالتفات قليلاً لما يدور خارج مشهده من عطاء ثقافي له حضوره اللافت.
وإذا تجاوزنا مسألة "الغياب" اللافتة التي شهدها الملتقى من قبل عدد من المشاركين والذين أحرجوا اللجنة التي اضطرت لتقليص عدد الجلسات، وتغيير موعد بعضها، فثمة أسئلة تدور حول عدم توثيق النادي لفعاليات الملتقى بدءاً من نسخته الثالثة حيث مر الملتقى الرابع دون أن تطرح اللجنة - كما كان ينتظر - كتاباً توثيقياً يضم بحوث الملتقى السابق والذي عقده النادي العام الماضي تحت عنوان "المدينة في كتابات الرحالة"، وباستثناء توثيق بحوث الملتقى الأول الذي دارت أوراقه حول مؤرخ المدينة المنورة وأديبها الراحل عبدالقدوس الأنصاري لم نر أي كتاب توثيقي تناول بحوث الدورات الأخرى، وربما يكون للنادي عذره في ذلك.
وبالرغم من أن ملتقى العقيق بات مناسبة سنوية ينتظرها الكثيرون، ويخصص لها النادي مادياً أكثر مما يخصصه لغيره من المشاريع الثقافية، فأن هناك من لا يزال يتساءل عن جدوى مثل تلك الملتقيات الثقافية إذا كانت أوراقها تنتهي بمجرد أن ينتهي المشاركون من تقديمها على منصته، مؤكدين أنه من الأجدى أن تتحول تلك الميزانية المقطوعة من صندوق النادي لدعم الكتاب الثقافي أو البحث عن مشاريع ثقافية أجدى.
ويبقى التساؤل أخيراً حول مسألة عدم التزام بعض المشاركين بتسليم بحوثهم للجنة في الوقت المحدد كما صرح رئيسها الناقد محمد الدبيسي، حيث فضل بعضهم أن يأتي الملتقى حاملاً بحثه معه، فيما سلم بعضهم ملخص بحثه للجنة قبل الموعد بأيام.