قتل نحو 15 شخصا وجرح آخرون برصاص الأمن في "جمعة معتقلي الثورة" في سورية أمس، بينما تصاعدت الضغوط على الجامعة العربية لإحالة الملف إلى مجلس الأمن مع تسـليم المراقبين العـرب "تقريرا حاسما" حول الشهـر الأول من مهمـتهم. وفي القاهرة، أعلن مسؤول في الجامعة العربية أن رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد الدابي سيعود اليوم إلى القاهرة لتقديم تقريره الثاني، مرجحا "التمديد لبعثة المراقبين ومضاعفة عددهم إلى نحو 300 مراقب".

وأكد المجلس الوطني السوري الذي يضم الجزء الأكبر من المعارضة في بيان أن رئيسه برهان غليون سيتوجه إلى القاهرة مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب.

وقال البيان إنه من المقرر أن يطلب الوفد "العمل على نقل الملف إلى مجلس الأمن للحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية".

من جهتها، حثت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجلس الأمن على فرض عقوبات على دمشق من أجل وقف العنف، داعية الجامعة العربية إلى نشر تقرير المراقبين.

وأكدت مديرة الشرق الأوسط بالمنظمة سارة ليه وايتسون "لا يمكن إلا لتقييم يتسم بالشفافية لبعثة المراقبين تحديد ما إذا كان يتعين بقـاء المراقبـين في البـلاد".

كما أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا "لن تسكت أمام الفضيحة السورية"، ولا يمكن أن تقبل "بالقمع الوحشي" للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الأسد الـذي يجر البلاد مباشرة إلى الفوضى".

وأضاف أن "سورية للشعب السوري الذي يجب في نهاية المطاف أن يتمكن من اختيار قادته بحرية وأن يقرر مصـيره". وتابع ساركوزي أن "الجامعة العربية تقوم بعمل شجاع ويجب أن تواصله، وبالتالي على مجلس الأمن أن يقدم إليـها مساعدتـه".

وأضاف "لا أحد أكثر مني مد يده بصدق إلى الأسد. لكن في لحظة ما على كل طرف أن يواجه الوقائع".

ومن جهته أوضح رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية السفير عدنان الخضير أن رئيس البعثة "سيعود اليوم إلى القاهرة من دمشق لتسليم العربي تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر في مختلف المناطق السورية التي تشهد اضطرابات".

وأضاف أن "كل المؤشرات الواردة من دمشق ومن عدد من العواصم العربية بعد التشاور فيما بينها هو أن يتم التمديد لبعثة المراقبين العرب في سورية ومضاعفة عددهم إلى نحو 300 مراقب".

وفي القاهرة أيضا ناشد فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب الحكام العرب اتخاذ إجراءات "جادة وفورية تحمي دماء الشعب السوري وتعزز حريته وتحول دون استباحة الآخرين للأرض العربية.

وقال في بيان إن "الأزهر الشريف وشيخه وعلماءه يشعر بالانزعاج والحسرة والألم الشديد لاستمرار شلال الدم المتدفق في سورية العزيزة علينا جميعا".

وفي دير الزور أفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن أطلقت النار والغاز المسيل للدموع" على متظاهرين لفض اعتصام قام به الأهالي. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق تظاهرة في مدينة أريحا بمحافظة إدلب وأطلقت النار من رشاشات في مدينة انخل" التابعة لريف درعا.

وفي ريف دمشق، أكد المرصد أن "تظاهرة ضمت نحو 15 ألف متظاهر خرجت من عدة مساجد في دوما.

وفي غرب البلاد، شهدت بانياس واللاذقية الساحليتان انتشارا أمنيا كثيفا ومحاصرة لبعض مساجدهما "منعا لخروج مظاهرات".

وفي حماة أشارت اللجان إلى "انتشار قناصة حول جامع عبدالرحمن بن عوف وانتشار أمني في الشوارع المحيطة".

أما في شمال غرب البلاد، فقد خرجت مظاهرات في معرة النعمان وبلدات وقرى أخرى بريف إدلب "تطالب بإسقاط النظام والإفـراج عـن المعـتقلين".