رغم تحديد المهلة الزمنية بـ 20 شهرا لتنفيذ مجمع نجران الطبي، إلا أن مرور 5 أعوام لم يكن كافيا لإنجاز المشروع "الحلم"، كما يطلق عليه الأهالي والذي يقف بنيانه شامخا في حي الشرفة، وتبلغ تكلفته أكثر من 40 مليون ريال.
وما زال المواطنون يتطلعون إلى فتح أبوابه وتشغيله ليزيح عن كاهلم بعض معاناة السفر إلى المراكز الطبية المتخصصة في المناطق الرئيسية، فيما عزت صحة المنطقة سبب التأخير إلى إعادة الدراسة والمخططات لتتناسب مع الميزانية المعتمدة للمشروع.
وأوضح عدد من الأهالي خلال حديثهم إلى "الوطن"، أن المجمع الطبي الذي مضى عليه أكثر من 5 أعوام لا يزال مجرد جسد بلا روح حسب وصفهم، دون أن يفتح أبوابه لاستقبال المرضى لتقديم خدمات ظلوا ينتظرونها بفارغ الصبر.
ووصف محمد آل منصور فرحتهم بالمجمع الطبي بـ"الناقصة"، مؤكدا أن صحة المنطقة لم تقدم تبريرا مقنعا عن سبب تأخر إنجاز المشروع بالشكل النهائي، فالصرح الذي يقف شامخا أمامهم اكتمل بنيانه ولم يلمس الأهالي حتى الآن فوائده.
فيما أكد المواطن محمد ناصر، حاجة أهالي المنطقة إلى سرعة تشغيل المجمع لتخفيف العبء على المرضى الذين دفعهم تأخر المواعيد في المستشفيات الحكومية للاستسلام لفاتورة المستشفيات الخاصة من أجل اللحاق بالمواعيد الطبية والمتابعة العلاجية، خصوصا للأمراض والحالات التي لا تحتمل التأخير. وأضاف أن عددا من مراجعي المستشفى يعانون طول انتظار المواعيد التي تصل لأكثر من شهرين أحيانا، في ظل تزاحم المرضى وسط قلة الأطباء، وأزمة الحصول على أسرة خالية في غرف المستشفيات.
وكشفت جولة "الوطن" الميدانية على المشروع عدم وجود ملامح لافتتاح المجمع وتشغيله في الوقت القريب، حيث لم تشرع بعد الشركات المنفذة في سفلتة الواجهة التي تربط طريق الشرفة العام بالمجمع الذي لا يزال ترابيا، إضافة إلى تراكم نفايات ومجموعة من مخلفات البناء داخل حوش من "الهنقر" خلف المجمع.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي المكلف بصحة نجران خالد بن جارالله آل بلابل، أنه تم البدء بإنشاء مشروع المجمع الطبي بتاريخ 14 / 1 /1428، وبلغت نسبة الإنجاز فيه حوالي 95% ، دون أن يفصح عن موعد محدد لافتتاحه.
وحول تسمية المشروع بالمجمع الطبي، رغم أن جميع لوحاته تحمل مسمى "مستشفى نجران العام"، أكد آل بلابل أن المشروع تحت مسمى "مجمع الخدمات الطبية بالشرفة". وأضاف أن مسمى مستشفى نجران العام يأتي ضمن المشاريع التي يضمها المجمع.
وأشار إلى أن المجمع يحتضن مشروع مستشفى نجران العام بسعة 200 سرير، ومشروع مستشفى الصحة النفسية ومعالجة الإدمان بسعة 200 سرير، إضافة إلى مشروعي إنشاء مركز طب الأسنان، ومركز طب العيون.
وكانت لجنة متابعة المشاريع المتعثرة بمجلس المنطقة وقفت على المجمع الطبي للاطلاع على سير العمل برفقة أحد المهندسين المعنيين بالشؤون الصحية، لرفع تقريرها لأمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله. وطلبت من مندوب المقاول المنفذ تعهدا بإنجاز المشروع في المدة المحددة بتاريخ 3 / 4 /1433 ، غير أن المقاول رفض ذلك بحجة أن وزارة الصحة هي الجهة التي يحق لها هذا الطلب كونها المشرفة على المشروع.