لن نقول إن لكل واحدة منهن عينا في الجنة وأخرى في النار لأن الله أعلم بمن اتقى, والله يهدي من يشاء. ثم إن الاعتزال وعدمه مسألة شخصية وباتت مملة وسخيفة إلي حد المتاجرة سواء بالاحتجاب أو بالانكشاف. هذه مقدمة لابد منها ونحن نتلقى تصريحات الممثلات المحجبات شكلا والسافرات فعلا وقولا. أولئك اللاتي صدعننا بفيوضات وإشراقات ونفحات كلها تتناول موقفهن من اعتزال التمثيل وكأنه جاء بهاتف من السماء, قبل أن يعدن فيؤكدن أن هواتف أخرى جاءت تناشدهن العودة لإثراء الحياة الفنية حيث إن الفن لايقدر على فراقهن. ثلاثة أو أربعة منهن هن على الترتيب -ترتيب اعتزال الوسط الفني_ شمس البارودي وهناء ثروت وياسمين الخيام وشادية, تركن الساحة بأدب جم ولم يتفرغن للمرور أو الجلوس على موائد الفضائيات والمقاهي الفنية.
في المقابل, نشاهد بين الحين والآخر, متحجبة تتفنن في إظهار إمكاناتها كلها بما فيها الشعر الذي تسلل رغما عنها من أسفل الحجاب, وأخرى تفتي في كل شيء في الدين والسياسة والاقتصاد والجغرافيا باعتبارها داعية, وثالثة تظهر في التمثيليات داخل غرفة النوم بباروكة فوق الحجاب, ورابعة بباروكة تحت الحجاب, وكأن الحجاب هو هذه القبعة المزركشة أو المبرطشة من كثرة الألوان الصاخبة على الرأس.
شاهدت إحداهن في برنامج فضائي ليلي هو أقرب للملهى وهي تمسك نفسها بصعوبة عن مشاركة المطرب ليس في الغناء وإنما في الرقص. لقد حصلت كما تقول أثناء تمثيلها على نجومية لم يحصل عليها أحد, ويبدو أنها تسعى لنجومية أخرى حتى بعد حجابها.
واستمعت مؤخرا لإحداهن تتحدث مع المذيع الذي أوحشها جدا جدا, لكنها في الحقيقة بدأت بالسلام عليكم ورحمة الله.. إنت يا أحمد باسم الله ما شاء الله, وطلتك على الشاشة لاقوة إلا بالله, وصوتك تبارك الله! يسألها أحمد عن غضب المشاهدين منها لأنها ظهرت في مشهد داخل غرفة النوم, فترد: بصراحة يا أحمد أنا إدبست!
مثل هؤلاء لن ينتفع أحد باعتزالهن أو بحجابهن, أو بعودتهن بعد الحجاب لا على المستوى الفني ولا على أي مستوى, بغض النظر عن عمليات التدبيس أو التدليس!