أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري أن منابر الجمعة في المملكة تجاوزت زمن "الخطب السياسية"، وأن الملاحظات التي كانت مرصودة على أداء الخطباء قبل سنوات لم يـعد لها ذكـر الآن.
وأضاف السديري في تصريحات خاصة إلى " الوطن " أن أخطاء الخطباء أصبحت في الحدود المقبولة التي لا تصنف بأنها " ملاحظات جوهرية "، أسوة بما كان يرصد قبل سنوات من تركيز على الشأن السياسي ونحـوه، مشيرا إلى أن أية ملاحظات على الخطباء تتم معالجتها أولا بـأول.
وأعاد السديري مسألة انضباطية منابر الجمعة إلى "الجهد الصامت" الذي بذلته الوزارة خلال سنوات، نافيا وجود علاقة مباشرة بين توقف نشاط مؤسسة إدارة المساجد والمشاريع الخيرية قبل 10 سنوات، والتي استأنفت نشاطها مطلع هذا العام تحت مسمى "مؤسسة الأعمال الخيرية لعمارة المساجد"، وأحداث 11 سبتمبر.
أكد مسؤول رفيع في وزارة الشؤون الإسلامية، عدم وجود علاقة مباشرة بين توقف نشاط مؤسسة إدارة المساجد والمشاريع الخيرية قبل 10 سنوات، والتي استأنفت نشاطها مطلع هذا العام تحت مسمى "مؤسسة الأعمال الخيرية لعمارة المساجد"، وأحداث 11 سبتمبر الشهيرة.
وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري لـ"الوطن" إن المؤسسة الخيرية بشكلها القديم لم تسجل عليها أي ملاحظات تذكر، وأن مسألة إيقاف نشاطها غير مرتبط بالهجمات التي تعرض لها برجا التجارة العالمي.
واعتبر السديري، أن إيقاف عمل المؤسسة في ذلك الوقت، كان يهدف بالدرجة الأولى لتصحيح المسار وسد الثغرات التي يمكن أن تستغل من قبل بعض المتصيدين، مشيرا إلى أن المؤسسة بوضعها القديم كانت تقوم بأعمال بناء المساجد وحفر الآبار وكفالة الأيتام في الداخل والخارج، غير أن المؤسسة في حلتها الجديد تخصصت برعاية المساجد داخل المملكة فقط. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، قد أطلقت مطلع هذه السنة، أعمال مؤسسة تختص بعمارة المساجد، وهي ذراعها الخيري الذي تعول عليه في مساعدتها بتغطية ما لا تستطيع تغطيته من الميزانية في مسائل تسريع البناء وأعمال الصيانة بالمساجد. وأوضح السديري، أن الهدف الأساسي الذي تعمل المؤسسة على تحقيقه يتمثل في "إتاحة الفرصة لصغار المتبرعين الذين قد لا يجدون المبلغ الكافي لبناء مسجد متكامل، حيث ستقوم المؤسسة بجمع التبرعات وما خصصه هؤلاء المحسنون لبناء المساجد وصيانتها حسب شروط المتبرعين ورغبتهم"، عبر نظام واضح ولائحة محددة وأنظمة محاسبية دقيقة.
وكان العمل الخيري في المملكة قد تأثر بشكل واضح بانعكاسات الحرب على الإرهاب، التي أعلنتها الولايات المتحدة الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر، وهو الأمر الذي دفع بإيقاف بعض الأنشطة بغية تنظيمها، ولم شمل الجهود الخيرية التي كانت تمارس خارج البلاد تحت مظلة رسمية واحدة لضبطها. وفي جانب آخر، شدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمساجد والدعوة والإرشاد، على انضباطية منبر الجمعة في البلاد، لافتا إلى أن أخطاء الخطباء أصبحت بـ"الحدود المقبولة"، رغم ندرتها. وقال: في الآونة الأخيرة هناك انضباط كبير.. ووعي كامل لدى خطباء المساجد بأهمية دورهم والمهام المناطة بهم وفقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأكد السديري أن كثيراً من الملاحظات التي قد تكون موجودة قبل سنوات والمتصلة بالحديث عن الشأن السياسي، لم يعد لها ذكر الآن، معيدا الفضل في ذلك إلى ما وصفه بـ"الجهد الصامت" الذي بذلته وزارة الشؤون الإسلامية من خلال اللجان الرئيسية والمركزية أو اللجان الفرعية في المناطق، مشيرا إلى أن الخطباء هم "محل ثقة وتقدير من الوزارة". ولم ينف السديري وجود ملاحظات أو أخطاء في أداء الخطباء قائلا إن «أي عمل بشري معرض للقصور والخطأ.. ولكن الخطأ الموجود في الحدود المقبولة ويتم معالجته أولا بأول». وخلص إلى القول بأنه «لا ملاحظات جوهرية على خطب المملكة»، مفيدا أن ذلك «لم يأتِ من فراغ».