دخلت الدعوة التي أطلقها أمير قطر الشيخ حمد بن جاسم الجمعة الماضي لإرسال قوات عربية إلى سورية، مرحلة جديدة مع إعلان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد عن مشاورات مقبلة بين وزراء الخارجية العرب في هذا الصدد، إلا أن دمشق اتخذت موقفا رافضا لهذا التحرك، قائلة إن هذه الدعوات من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي, وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي.



رفضت دمشق دعوة قطر بشأن إرسال قوات عربية إليها لوقف أعمال العنف، فيما أعلن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عن مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول إرسال قوات عربية إلى سورية. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن "سورية تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية". وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد أعرب السبت الماضي ردا على سؤال لقناة "سي بي اس" الأميريكية عن تأييده لإرسال قوات عربية إلى سورية لوقف العنف. ولفت إلى أنه "سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة لاسيما بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم".

وتعليقا على الاقتراح الذي تقدم به أمير قطر قال عبدالله بن زايد "نحن الآن في مرحلة المشاورات وتبادل الأفكار والاستماع إلى مقترحات القادة حول الوضع في سورية، وهناك مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول الموضوع". وأكد "أهمية أن يبحث الاجتماع الوزاري العربي القادم الذي سيعقد في 22 الجاري الوضع السوري بشكل واضح وتقييم عمل لجنة المراقبين والاستماع إلى تقرير اللجنة وتقرير الأمين العام للجامعة العربية.

من جهته حث قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد أمس، على حماية المدنيين، قائلا إن بعثة المراقبين العرب لم تتمكن من الحد من القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين. وقال في مكالمة هاتفية من تركيا "فشلت لجنة المراقبين بمهمتها ومع أننا نحترم ونقدر عمل الإخوة العرب، فهم غير قادرين على ضبط الأمور". وأضاف "لهذا نطلب منهم تحويل الملف لمجلس الأمن ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لأنهم أجدر بحماية السوريين خلال هذه المرحلة من الإخوة العرب". إلى ذلك اعتبرت فرنسا أن مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الأمن حول سورية "بعيد جداً عن الاستجابة لواقع الوضع" القائم في هذا البلد. وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال غداة توزيع موسكو مشروع قرارها الجديد حول سورية في الأمم المتحدة وذلك بعد انتقادات غربية للمشروع الأصلي "أذكركم بروح ما ترغب فرنسا في أن يعتمده مجلس الأمن للتعبير عن موقفه وهي مطالبة النظام بوقف قمعه المتصلب والتمييز بوضوح بين هذا القمع وتعبير الشعب السوري عن المطالبة بحقوقه الأساسية، ودعم خطة الجامعة العربية للـخروج من الأزمة". وأضاف أن "على مجلس الأمن الإسراع في اتخاذ موقف وسنعمل على ذلك بكثافة".