يطوف مسلحون ملثمون شوارع تكسوها مياه الأمطار في بلدة الزبداني التي كانت منتجعا للاسترخاء وتحولت إلى مركز للانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وسيطر معارضو الأسد على الزبداني التي تقع على سفح تل على الحدود السورية اللبنانية. وتصور لقطات فيديو صورها هواة حياة المسلحين وسكان البلدة التي يعيش فيها 40 ألفا قبل أن تهاجم قوات تدعمها الدبابات الزبداني الجمعة الماضي مما أسفر عن إصابة نحو 40 شخصا لكن الهجوم فشل في استعادة السيطرة على البلدة.

وقال معارض ملثم كان يعلق رشاشا نصف آلي على كتفه "لن نسمح لهم إن شاء الله بدخول هذه البلدة. لن يدخلوا إن شاء الله طالما بقينا على قيد الحياة". وأضاف بينما كان مقاتلون يصوبون أسلحتهم من فوق أسطح المنازل ويراقبون المنازل المنتشرة بين التلال التي يعلوها الجليد "كل يوم تخرج جنازة.. وكل يوم تطلق دباباتهم النار علينا". ويقول سكان في الزبداني إنهم يتعرضون لهجمات في الليل من الجيش. وتظهر اللقطات ومضات ضوئية كما يمكن سماع أصوات انفجارات. وكان هجوم الجمعة الماضي على الزبداني هو الأكبر ضد معارضي الأسد منذ وصول بعثة المراقبين العرب إلى سورية.

وكانت الزبداني منتجعا صيفيا يقصده سكان العاصمة هربا من الحر الشديد وطلبا لعطلة أسبوعية في أجواء ألطف بالبلدة الريفية الواقعة على بعد 30 كيلومترا فقط عن دمشق. ويقصد سائحون خليجيون البلدة للاسترخاء في فيلاتهم في أيام العطلات. لكن أضرارا لحقت ببعض منازل البلدة كما انهارت منها أجزاء وسويت بالأرض.

وقال ناشط وهو يشير إلى درج منهار في أحد المنازل "لدينا خمس نساء في المستشفى وفي وحدة العناية المركزة بسبب نيران الصواريخ هنا. أين مراقبي الجامعة العربية؟" ويظهر المقاتلون الملثمون في الزبداني والذين تصدوا لهجوم مبدئي للجيش وساعدهم في ذلك برودة الطقس في اللقطات وهم يقومون بدوريات في الشوارع الخالية بالبلدة ويتبادلون الحديث مع سائقي سيارات قليلة مرت بجانبهم.