يوم الجمعة الماضي أنصفت الحكمة الإلهية رجل الاتحاد الأبيض القلب الدكتور خالد المرزوقي، وذلك عندما حقق الاتحاد بطولة كان الأحق بها على حسب كافة معطيات المباراة. أقول أنصفت الحكمة الإلهية لأن هذا الرجل عانى كثيراً هذا الموسم من قضية المؤامرات التي كانت تساق خلف الكواليس، وأمام الملأ وفي جنبات النادي والتي اختفت مع هبوط قلوب المتآمرين.
وبما أن الرجل ذو قلب أبيض ولا يعرف الطرق والمسالك المؤدية لهذه المؤامرات تقدم باستقالة على طريقة " مجبر أخاك لا بطل ". ولأن القلب الأبيض مع الكيان وليس مع فلاشات الإعلام أجل هذه الاستقالة إلى نهاية الموسم خوفا من زيادة الشق في الجدار الاتحادي، ولكن هذا التأخير كان لحكمة أراد الله أن ينصف بها هذا الرجل الذي جاء في وقت تصفية الحسابات في نادي الاتحاد.
أعود للمباراة التي أنصفت الاتحاديين عندما يلعبون من أجل شعار العميد ولا غيره، فقد أخفت هذه الروح الهلال الذي  كان مجرد متفرج طوال 120 دقيقة وهو ما جعل بعض الجمهور ينام في الملعب في مشهد لم يعتد عليه الهلاليون منذ عقدين من الزمن. كان الاتحاد أقرب بأن يحقق فوزا تاريخيا لو كان عند الأرجنتيني هيكتور قليل من الجرأة، فقد كان يلعب على المضمون رغم أن جريتس وفرقته كانوا مستسلمين ويبحثون عن الخروج بأقل الخسائر بل وصل بهم الحال للبحث عن ركلات الترجيح. فاز الاتحاد وحقق البطولة الأهم وكل ما أتمناه أن لا يتراجع المرزوقي عن استقالته، لأن الوسط الرياضي بكل مافيه من إسقاطات وإساءات ومؤامرات ودسائس لا تتناسب مع خلق هذا الرجل العالي الذي لم يخطئ على أي شخص منذ دخل نادي الاتحاد إلى يومنا هذا رغم تعدد الإساءات له.