مع نمو الطلب وقلة المعروض بات الحصول على سكن في مدينة جازان هاجسا في ظل ندرة المعروض في سوق العقار، وأصبح العثور على شقة يتطلب البحث والانتظار لمدة تصل لأكثر من شهر، تلك المعاناة خلقت أزمة تتفاقم سنويا وتلقي بظلالها على عملية التنمية الشاملة التي تعيشها المنطقة.
عدد من خبراء العقار التقتهم "الوطن" أكدوا أن أسباب الأزمة تعود إلى أن مدينة جازان لم تكن مهيأة في السابق لاستقبال تلك الأعداد الكبيرة من طالبي السكن لاسيما بعد افتتاح الجامعة التي استقطبت أعدادا كبيرة من الموظفين والأساتذة والطلاب، إلى جانب تزايد أعداد الشركات والمؤسسات المختلفة في المنطقة عموما، ولكون التفكير في الاستثمار العقاري كان غائبا بشكل ملحوظ طيلة السنوات العشر الماضية نظرا لتكاليف البناء المرتفعة التي يتكبدها المواطن العادي بسبب طبيعة الأرض الملحية في مدينة جازان.
وعن واقع المعاناة التي يواجهها الباحثون عن السكن في جازان قال حسن غوريه لقد تعب في البحث عن سكن لعائلته وأنه أمضى الأسابيع في البحث اليومي دون أن يجد شقة وإن وجدها فهي بسعر غال جدا ومبالغ فيه.
البعض أخر زواجه بسبب أزمة السكن حيث أفاد حسين محمد إبراهيم أنه اضطر لتأخير زواج ابنه عدة مرات مضيفا على الرغم من إنهاء متطلبات الزواج إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من الحصول على شقة تناسب دخله تأويه مع زوجته.
وذكر المقيم معاذ الذيب أنه انتقل إلى مدينة جازان للعمل في إحدى المؤسسات وما زال منذ 4 أشهر يبحث عن شقة شخصية بسعر يتناسب مع راتبه ولم يجد إلا بصعوبة كبيرة، أصحاب مكاتب العقار قالوا إن الشقق السكنية قليلة جدا مقابل حجم الطلب حيث قال محمد عقيل صاحب مكتب عقار إن إيجار المساكن مرتفع نظرا للأزمة في مدينة جازان فالمواطن الكادح لا يستطيع أن يصل إليها مهما حاول فالشقة المكونة من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ وصلت إلى 25 ألف ريال في السنة وصاحب العقار يطلب مقدم السنة أو نصفها، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأراضي فالأرض التي مساحتها 20 في 20 مترا التي كانت تباع بـ50 ألف ريال قبل 9 سنوات أصبحت تباع بـ 200 ألف ريال كأقل سعر وهذا خاص بالأراضي الواقعة بمخططات أ ـ ب ـ ج الواقعة جنوب مدينة جازان وكذلك بسبب تواجد المواطنين النازحين وطلاب الجامعة بالمدينة الباحثين عن مسكن.
وقال هادي حدادي مالك أحد المكاتب العقارية إن أزمة السكن تفاقمت بهذه السرعة لعدم وجود مجمعات سكنية لجهات حكومية تعمل على إسكان منسوبيها، إلى جانب وجود جامعة جازان التي تستقطب أعدادا كبيرة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
إلى ذلك ارجع رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بجازان فوزي مريع ارتفاع الأسعار إلى كثرة النمو السكاني، وارتفاع تكلفة البناء في مدينة جازان تحديدا بإنشاء (اللبشة) التي تبلغ كلفتها 200 ألف ريال لملوحة التربة، مبينا أنها المدينة الوحيدة في المملكة التي اشترط عليها هذا الشرط.
وأوضح أن هناك حلولا تتمثل في الإسراع بتنفيذ مشاريع الإسكان الحكومية ومساهمة رجال الأعمال والمستثمرين في بناء الوحدات السكنية على أن يتم دعمهم بعدد من المحفزات والتسهيلات.