فيما أظهرت جوالة ميدانية لـ"الوطن" ترحيب الوسط الاقتصادي في مجتمعي المدينة المنورة والدمام بقرار تأنيث محال المستلزمات النسائية، أشار مدير مكتب العمل بمنطقة القصيم ناصر الحمود إلى وجود بعض الصعوبات التي تكون غالبا في البداية لا تلبث أن تزول مع الوقت، مؤكدا أنه سيكون هناك عقوبات للمحلات التي لم تلتزم بالتأنيث في الوقت المحدد.

وأوضح الحمود أنه لاحظ خلال جولته لعدد من المحلات النسائية، تفاعل ملاك بعض المحلات بشكل إيجابي ومميز، مبينا أن مكتب العمل في القصيم يجري عددا من الجولات على المحلات النسائية لمراقبة تطبيق القرار وتنفيذه.

وعن غياب قرار وزارة العمل بتأنيث المحلات النسائية عن المحافظات والمراكز في منطقة القصيم، قال الحمود سيتم تطبيقة خلال الأيام المقبلة في مراكز المنطقة، مبينا أن هناك محلات تعرض منتجات أخرى بجانب الملابس النسائية سيتم تصفيتها واقتصارها على الملابس النسائية ومن ثم تأنيثها لأن قرار وزارة العمل ينص على المحلات الخاصة ببيع الملابس النسائية.

ووفقا لجولة "الوطن" على إحدى المجمعات التجارية المتخصصة ببيع الملابس النسائية وسط مركز قبة بمنطقة القصيم للاطلاع على تطبيق القرار، ما زالت محلات بيع الملابس النسائية الخاصة تديرها وتسيطر عليها عمالة وافدة وخالية من أي عنصر نسائي يمارس بيع الملابس النسائية.

في المقابل كان الأمر مختلفا في المدينة المنورة والدمام حيث أكدت فتيات بائعات بمحال المستلزمات النسائية أنهن قادمات وبقوة لمنافسة العاملين الذكور بتلك المحال وإبعادهم وذلك بشغل أماكنهم لأنهن – حسب تأكيداتهن- الأولى بالتعامل مع بنات جنسهن وخصوصياتهن.

ورصدت "الوطن" خلال جولتها على عدد من المحال التجارية في المدينة المنورة التي شرعت بتطبيق قرار التأنيث وتوطين وظائفها بإحلال فتيات سعوديات، ارتياحاً يسود أجواء عملهن، فيما أكدت الفتيات تقبل المجتمع المديني وتشجيعه لهن كان له الدور الأبرز بذلك.

وأشارت وجدان وزنه (مديرة أحد الفروع) أن قرار التأنيث جعل المرأة السعودية تجد نفسها في مجالات تتعامل بها بحرية دون قيود، مشيرة أن لديها ست موظفات تتراوح أعمارهن بين 20 - 30 عاما، ويعملن بروح الفريق الواحد إضافة إلى تعاون زملائهن البائعين الذكور في المحال المجاورة ورجال الأمن معهن إضافة إلى الحوافز والمميزات التي منحتها لهن الشركة أسوة بالبائعين الذكور.

وقالت وزنه إنها مسؤولة من الشركة عن الفتيات الموظفات لديها منذ بداية فترة دوامهن وحتى صعودهن السيارة عائدات إلى منازلهن مشيرة أن لديها أرقام هواتف أولياء أمورهن وسائقيهن، وأضافت وزنة أن هناك رغبة كبيرة من الفتيات بجميع الأعمار في الالتحاق بالعمل كبائعات بمحال منهن مطلقات وأرامل بحاجة للعمل ليكون لديهن دخل خاص.

واشارت البائعة حنين سالم الحربي (23 عاما) أنها بدأت بالعمل بمحل اللانجري منذ شهر ونصف الشهر لمست من خلاله ردود أفعال جيدة من النساء وأزواجهن مشيرة أن أغلب الزبونات يؤكدن لها أنهن كنّ يتحرجن من الباعة الذكور ولا يأخذن راحتهن بالبحث عن المقاسات المناسبة، وأضافت أن أسرتها لم تمنعها من العمل بعد أن علمت أن الدخول مقتصر على النساء والعوائل فقط.

وأكدت شروق عصام وأفنان شقرون سرعة اندماجهما في العمل والتعرف على طبيعته إضافة إلى التعاون الذي وجداه من زميلاتهما اللاتي سبقنهما بالعمل وتدريبهما، أما الرواتب أكدتا أنها جيدة.

في حين بينت الموظفة بأحد محلات اللانجري بالدمام عاتكة الصبي، أن مكتب العمل زار المحل التي تعمل فيه و4 من زميلاتها، للسؤال عن مدى ارتياحهن في العمل وهل هناك مضايقات وهل الرواتب مرضية وعن ساعات العمل.

وتداخلت بالحديث زميلتها صفاء الدوسري مبينة أنهن يتمنين أن يعملن على تقليل ساعات العمل وأن تكون فترة واحدة صباحية أو مسائية. فيما قال أبو معاذ مدير معرض في إحدى شركة أنوال المتحدة التجارية إنهم بصدد تأنيث باقي المحلات، مضيفا أن سبب التأخير كان صعوبة اختيار الموظفات لأن أكثرهن يطلبن فترة واحدة في العمل.