أستطيع أن أصف نفسي سائقا ملتزما بتعليمات المرور.. لا أقطع إشارة.. حتى في منتصف الليل والشارع خال من السيارات، أحترم إشارة المرور.. أيضاً: أنا لا أتجاوز من اليمين.. أحرص كذلك على عدم تجاوز السرعة المسموح بها.. ولا أسدّ المسار الأيمن عند الإشارات.. لا أستخدم الأنوار العالية إلا عند الحاجة لها.. لا أحب استخدام المُنبّه أيضا إلا للضرورة.. المُنبّه أداة مزعجة عندما تـُستخدم لغير أغراضها..
ومع كل ما سبق، فقد وصلت لي مساء أول من أمس الرسالة التالية: ( مخالفة مرورية ـ 6000163 ـ لوحة أ ح ب .... في 10 /5 ـ  للمزيد moj.gov.sa) .
تريدون الحقيقة؟! ـ والله ـ ولا أحلف بالله إلا صادقاً ـ إنها من أجمل الرسائل التي وصلت لي خلال هذا العام!
شعرتُ بأنني أعيش في العالم الأول فعلا.. النظام نظام.. الجميع متساوون أمام النظام الذي لا يـُفرق بين مواطن ومواطن وسيارة وسيارة وسائق وسائق.. الناس كلهم سواسية: الأمير والوزير ..المواطن والمقيم.. الغني والفقير.. كلهم متساوون أمام نظام (ساهر).. كلهم سواء أمام نظام تقني إلكتروني معياره الوحيد الالتزام بالقانون.
شكرا بحجم السماء لصاحب الفكرة.. شكرا لمن وقف خلفها.. شكرا لمن دعمها.. شكرا لمن تفاعل معها.. كم جلسنا نطالب بتشديد العقوبات.. كم بُحّت أصواتنا ونحن نقول اضبطوا العملية المرورية.. كم تألّمنا ونحن نسمع ونرى حجم الحوادث المرورية في ازدياد.. وصلنا إلى مرحلة متقدمة من اليأس والإحباط.. كانت الحلول كلها تدور حول التوعية.. حتى شككنا بأننا مجموعة من الجهلة الذين تزداد حاجتهم للتوعية!
ـ سأدفع ثمن المخالفة.. وأقول شكرا للكاميرا التي رصدت المخالفة.. مع أنني والله لا أعلم أين وكيف ومتى كانت هذه المخالفة المرورية.. فأنا كما أسلفت قائد سيارة منضبط ومتقيد تماما بتعليمات المرور.. لن أسأل عن نوعية المخالفة.. المؤكد أنني سأكون أكثر حذرا في المرات القادمة!