أخمد لاعب فريق الهلال الكروي أحمد الفريدي، رياح الربيع الهلالية التي هبت على الفضاء حتى ساعات متأخرة من مساء أول من أمس بسبب اعتذاره عن إكمال مهمته مع فريقه لما تبقى من منافسات الموسم الجاري، وذلك بعودته إلى فريقه وقبول رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد اعتذاره..
فبعد تواري اللاعب عن الأنظار وتحريكه المياه الراكدة برسالة نصية عبر هاتفه الخلوي يطلب فيها اعتذاره عن إكمال المشوار مع فريقه، عاد ليهديء قلق 48 ساعة في 6 دقائق فقط من خلال ظهور فضائي أمس عبر برنامج (إرسال) على الرياضية السعودية، كشف فيه الستار عن أسباب غيابه التي أرجعها إلى نواح نفسية وتأكيده أنه كان متضايقاً من حال أدائه وأداء فريقه في اللقاء الأخير أمام التعاون بدوري زين الذي انتهى بالتعادل بهدف لمثله, وأنه فكر كثيرا في ترك الهلال, معترفاً بتسرعه في إرسال رسالة اعتذار لإداري الهلال يعلن خلالها عدم تكملته لمشواره مع الفريق في وقت تنتظره فيه مباريات عصيبة أمام النصر بكأس ولي العهد وأمام الأهلي والاتحاد في بطولة الدوري, مستبعدا قيام مدير أعماله الاتحادي سلطان البلوي، بأية أدوار مؤثرة على قرار تركه الفريق..
واسترسل في حديث لإرسال" لم أكن أدري أن الموضوع سيصل وسيأخذ هذا الحيز من الاهتمام الجماهيري والإعلامي، سيما أن جميع ما يدور في البيت الهلالي يبقى طي السرية والكتمان".
وأبدى الفريدي تضجره من خروج أنباء غيابه على السطح الإعلامي وتسبب ذلك في إسعاد الشامتين بالهلال.
وقبل حديث الفريدي، انطلقت أصوات المحللين غير الرسميين، لتصف غياب اللاعب بالهروب(الناعم) عن فريقه وأنه يمارس أسلوب ضغط على ناديه من أجل ضمان مستقبله المالي قبل نهاية موسم من عقده.
ولم تتوقف أبواب الاجتهادات عند هذا الحد، حيث جاهرت أصوات بحدوث خلافات بين الفريدي وزميله المنضم حديثا للفريق قادماً من النصر سعد الحارثي, وهو ما نفاه (الهارب العائد) جملة وتفصيلا.
وكان لمهاتفة نائب رئيس أعضاء شرف الهلال الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير (بعد جملة اتصالات من مسؤولي وشرفيي الهلال)، الإضاءة الأولى لقرار عودة اللاعب بعد أن ركن هاتفه بعيدا عن الرد على اتصالات رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد وكذلك عن والديه نتيجة مروره بالحالة النفسية الصعبة التي ذكرها قبل أن يتجازوها بالبقاء بجوار مسجد الرسول محمد صلى عليه وسلم بالمدنية المنورة.
ومثلما يتفنن الفريدي في مداعبة الكرة، استعرض مهاراته اللغوية بذكاء في الرد على حقيقة خلافه مع الحارثي وأنه هدد زميله بقطع الإمداد الكروي عنه وتعاهد مع الشلهوب وبقية زملائه في الوسط على ذلك، فقال" لم يحسن الحارثي الانضباط التكتيكي مع الفريق".
في المقابل نسج المدير الإداري للفريق الكروي سامي الجابر خيوطا متماسكة لحماية الفريدي من تراكمات الضجة الإعلامية لغيابه السابق وقال" الفريدي يمر بحالة سبق أن مررت بها عندما كنت لاعبا وهي حالة يمر به أي لاعب مهما كانت نجوميته".
وزاد" اللاعب يعاني من بعض الضغوط الكروية نتيجة استبداله في بعض المباريات، ورغبته في الاستمرار كنجم مؤثر وعنصر فعال داخل الفريق، وهذا حال جميع نجوم الكرة في العالم، خصوصاً الذين يبذلون جهداً مقدراً لخدمة فرقهم وإسعاد جماهيرهم".
وأضاف" يبقى الفريدي من اللاعبين المؤثرين في الكرة السعودية والهلال, ونجوميته الطاغية تجعله يتحمل مثل هذه المواقف, وتعطيه تجارب وخبرات تسهم في أن يكون من المعمرين في الملاعب".
ونفى الجابر مزاعم أن للفريدي حقوقا مالية دعته لممارسة ضغط على الإدارة، وقال إن البعض يعمل بالمثل الشعبي ( يا طخه يا أكسر مخه) بمعنى أن ليس لهؤلاء حل وسط في مثل هذه المواقف.