أهدى الغرب إسرائيل في الذكرى الـ43 لاحتلالها للقدس الشرقية، العضوية في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وهو نادي الدول الأكثر ثراء في العالم، والتي تقبل مبادئ الديموقراطية التمثيلية واقتصاد السوق الحر. وهي الدول المولجة بمعالجة الأزمات الاقتصادية العالمية، خاصة بعد الحروب، كما جرى في القارة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية في ما عرف بخطة مارشال.

أصبحت إسرائيل إذاً من الدول التي توكل إليها عملية بناء ما دمرته الحروب، وهي الدولة التي لم ترسم حدودها، وتعيش على المساعدات الأمريكية، وتستمد منها أسباب بقائها.

قامت إسرائيل على الاغتصاب، واستمر كيانها في الوجود اعتمادا على الحرب والعدوان، إن في عام النكبة (1948) أو في العدوان الثلاثي (1956) أو في عام النكسة (1967)، ومستمرة في لعب هذا الدور بالذات في المرحلة الراهنة عبر الدجل السياسي الذي يعبر عنه قادتها، إن لجهة التشدق بالسلام والعمل عكس ذلك، أو في ما يتعلق بالمفاوضات التي جرت إليها جرا مع الفلسطينيين.

كانت موافقة الأعضاء المؤسسين الـ30 على انضمام إسرائيل إلى المنظمة ضربة موجهة إلى كل التقارير التي أدانت عدوانية إسرائيل ضد الشعوب العربية كافة، كما أنها موجهة إلى جهود السلام التي تحاول أن تنتزع من الكيان الغاصب اعترافا بحق الشعب الفلسطيني في الحياة.

وبذلك تكون الدول الغربية قد باركت احتلال القدس والزعم الصهيوني بـ"توحيدها". والتالي يصبح عدم الاعتراف بها كعاصمة للدولة المغتصبة مجرد ذر للرماد في العيون العربية والإسلامية ليس إلا.