في خطوة لتحقيق أعلى درجات الراحة لزوار الحرمين الشريفين، أنهت أمس في الرياض 3 جهات مسؤولة عن مشروع "قطار الحرمين السريع" توقيع عقد تنفيذ المرحلة الثانية بقيمة إجمالية تبلغ 30.8 مليار ريال مع ائتلاف الشعلة، فيما يأتي ذلك في الوقت الذي يدخل فيه قطاع النقل في المملكة مرحلة جديدة من التطوير على مستوى قطاع سكك الحديد.

ويأتي تنفيذ مشروع "قطار الحرمين" الذي يربط بين كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين نحو إيجاد أعلى سبل الراحة لزوار المشاعر المقدسة على مدار العام.

وأكدت وزارة المالية أن هذا المشروع حظي بأعلى درجات الشفافية والوضوح في الطرح أمام الشركات العالمية، فيما كشفت وزارة النقل عن بدء تطوير شامل لقطار "الرياض-الدمام" يشتمل على استيراد قطارات وعربات حديثة تصل سرعتها إلى 200 كيلو متر في الساعة، بحيث تقطع هذا القطارات المسافة بين الدمام والرياض من ساعتين إلى 3 ساعات كحد أعلى.

وأمام هذه التصريحات التي أطلقها كل من وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، ووزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري عقب توقيع اتفاق التمويل الجديدة لمشروع قطار الحرمين أمس، أكد الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبد العزيز الحقيل أن مشروع قطار الحرمين سيعمل على توطين صناعة النقل السككي في المملكة.

وعودة إلى وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم العساف.. الذي قال عقب التوقيع أمس في تصريح للصحفيين :"أود التأكيد على أن هذا المشروع حظي بأعلى درجات الشفافية والوضوح في الطرح أمام الشركات العالمية، وكان بالواقع هنالك متابعة دائمة من خادم الحرمين الشريفين للمشروع والتأكد من أن المشروع طرح على هذه الشركات بشفافية ووضوح"، أشار إلى أن دور صندوق الاستثمارات العامة في مشروع "قطار الحرمين" دور مهم، مضيفا "يعد المشروع جزءاً من منظومة المشاريع التي يقوم بتنفيذها صندوق الاستثمارات العامة سواء المتعلقة بالبنية التحتية بشكل عام أو المشاريع المتعلقة بسكك الحديد بشكل خاص".

وبيّن العساف أن المشروع عقب توقيع اتفاقية التمويل الثالثة أمس يكون قد دخل مراحله النهائية، لافتاً إلى أن عملية تمويل المشروع تتم مباشرة عن طريق صندوق الاستثمارات العامة، مضيفا "كما لاحظتم في بيان الميزانية، أمر خادم الحرمين الشريفين بأن يذهب فائض الميزانية من العام الماضي إلى وجهتين الأولى هي للإسكان، والثانية هي لتعويض الصندوق تكاليف هذا المشروع".

وأضاف العساف :"هذا المشروع لا يخدم المواطنين والمقيمين في المملكة فحسب بل يخدم جميع المسلمين في العالم"، لافتاً إلى أن المشروع عند انتهائه يمثل نقلة نوعية في قطاع النقل في المملكة.

وشدد على أهمية مشروعات الربط الحديدي التي تنفذ حالياً في بعض مناطق المملكة، مشيرا إلى أنه سيكون لها أهمية بالغة في رفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي تحسين بيئة الاستثمار وزيادة تنافسية الصادرات السعودية.

من جهته أكد وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري حول موضوع النقل العام داخل المدن، أن "هنالك دراسات أعدت لبعض المدن، والوزارة تعمل على تحديد نظام النقل المناسب لكل مدينة، و سوف تكون هنالك جهود تتعلق بالنقل داخل المدن خلال الفترة المقبلة".

وأوضح أن المواطن والمقيم في المملكة سيستفيدان من مشروع "قطار الشمال-الجنوب" عقب الانتهاء منه، مبيناً أنه خلال عامين سيتم ربطه مع قطار الرياض.

وذكر الصريصري أن العمل جار على تطوير "قطار الرياض-الدمام"، وقال " هناك تطوير شامل للقطار بين الرياض و الدمام والآن تم استيراد قطارات وعربات حديثة سرعتها تصل إلى 200 كيلو متر في الساعة، بحيث تقطع هذا القطارات المسافة بين الدمام والرياض من ساعتين إلى 3 ساعات كحد أعلى، وهي قطارات حديثة فيها جميع وسائل الراحة والترفيه بما في ذلك الإنترنت".

وحول تعثر بعض المقاولين في إنجاز مشاريعهم قال الصريصري :"نظام المنافسات الحكومي يتضمن الإجراءات الخاصة بالمقاولين، الذين يتأخرون في تنفيذ المشاريع بناء على عوامل خاصة بهم وليست عوامل خارجة عن إرادتهم، ونحن نطبق هذه الإجراءات بالحسم والغرامات على المقاولين الذين يتأخرون بتنفيذ المشروع، و بسحب المشروع من المقاول المتعثر".

وأضاف الصريصري :"إن الدعم غير المحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين للمشروعات التنموية في مختلف القطاعات بدأ من القرارات الإستراتيجية والدعم المالي و اللوجستي والمعنوي وإزالة المعوقات وتذليل الصعوبات وصولاً إلى المتابعة الدائمة والتأكد من نجاح المشروعات وتحقيق أهدافها".

من جهته أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الشعلة القابضة رئيس التحالف السعودي الإسباني لمشروع قطاع الحرمين الأمير عبد العزيز بن مشعل أن المشروع الذي بدأ العمل فيه منذ أكثر من 5 سنوات تميز بتدابير السلامة العالمية والراحة والأمان، وقال "يأتي ذلك لتقديم أفضل الخدمات وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا لخدمة المواطنين والزوار والحجاج والمعتمرين".

إلى ذلك قال الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبد العزيز الحقيل عقب التوقيع أمس :"بترسية أعمال هذه المرحلة تكون جميع مراحل المشروع قد تمت ترسيتها وجاري العمل على تنفيذها وفقاً للخطة التنفيذية الموضوعة لذلك"، مشيرا إلى أن المشروع سيوفر فرصاً وظيفية عديدة للمواطنين وسيعمل على توطين صناعة النقل السككي في المملكة.