تستطيعُ بالإحصاء والأرقام أن تقـْلبَ كل الحقائق التي كانت كل هذه الأرقام والدلائل نحو نقيضها بالضبط. تستطيعُ مثلاً أن تقول إن أعداد الشواغر الوظيفية النسوية لهذا العام عشرة آلاف وظيفة شاغرة ، وإن هذا الرقم – العملاق – يكفي لقبول ضعفي – رقم – الخريجات من – أكبر – جامعة نسوية متخصصة في البلد. تستطيع، بسرد الإحصاء مغلفاً بلغة أكبر وأعظم ، أن تقـْلبَ الحقيقة الأخرى وأن تغلبها في أن ملفات المتقدمات نحو شواغر الوظيفة النسوية تـُناهز المئتي ألف ملف. كل القصة تعتمد على ما تحب أن تقرأ ومن أين تبدأ. تستطيع مثلاً أن تقول إن السقف الأدنى للأجور المقترح لوظائف القطاع الخاص سيتضاعف دفعة كاملة، ومرة واحدة، بنسبة 100% . وهذا لن يحدث ولم يحدث من قبل في قطاع خاص في العالم بأسره. تستطيع أن تخدع بالأرقام حين تغلفها بمفردة – الضعف – المركب دون أن تنبس بابن شفة على الحقيقة الأخرى في أن الأجور المستهدفة بالتغيير كانت في سقف الألف ريال ، فما الذي سيتبدل حين تتغير ضعف ما هي عليه. تستطيع أن تقول مثلاً إن شبكة الصرف الصحي ستتضاعف رقعتها مرتين خلال عامين دون أن تقول الحقيقة الأخرى: إن هذه الشبكة لا تغطي 20% من مساحة المدينة وإن – الضعفين – اللذين تتحدث عنهما في عامين قادمين سيكونان أقصر من تغطية 40% من ذات المدينة. تستطيع مثلاً أن تقول إن خريجي الكليات الصحية والهندسية والعلمية التطبيقية قد تضاعفوا أربع مرات – رقماً – في أقل من عقد، وإن هذا دلالة عافية في المخرج والمدخل الجامعي، دون أن تتطرق أبداً للحقيقة الأخرى في أن خريجي الكليات النظرية مازالوا يشكلون 80% من خريجي الجامعات من الجنسين وأنهم أيضاً تضاعفوا رقماً ست مرات في خمس سنوات.
سؤالي: ما الذي تستطيعون إضافته من خديعة الإحصاء والدلالة؟