ذكر أعضاء في الجمعية السعودية لجراحات التجميل أن هناك عيادات تجميل غير مرخص لها تستورد السيليكون بطرق غير شرعية عن طريق أطباء وأفراد، دون الكشف عن صلاحية هذا السيليكون لإجراء عمليات معقدة ودقيقة كعمليات زرع السليكون في مناطق معينة من الجسد.
وفي الوقت الذي كشف فيه نائب رئيس الجمعية استشاري جراحة التجميل الدكتور إبراهيم الأشعري لـ"الوطن" توفر عيادات غير مرخص لها في شمال جدة تتعمد إجراء عمليات بسيليكون غير معترف به يدخل عن طريق الأطباء والأشخاص، كشفت رئيسة الجمعية وإحدى منسوبات جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة صباح مشرف عن حالة من الخوف والهلع لكثير من السيدات اللاتي أجرين عمليات زراعة حشوات السيليكون، مشيرة إلى أنها استقبلت أكثر من حالة لسيدات أجرين عمليات من هذا النوع، فنصحتهن بالعودة إلى الأطباء الذين أجروا لهن العمليات والحصول على وثائق تثبت أن الحشوات المزروعة آمنة وغير ضارة.
من جهته، نفى مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود وجود أي معلومات عن توفر عيادات غير مرخص لها تقوم بإجراء عمليات زرع وحشو للسيليكون، مفيدا بأن لجنة متابعة للشكاوى بالشؤون الصحية هي الجهة المختصة باستقبال شكاوى المرضى، وأن زراعة الثدي غير ممنوعة وتختص هيئة الغذاء والدواء بالكشف عن المواد المستخدمة في الزراعة.
وأوضح باداود أن جميع العيادات التي تجري هذه العمليات ملتزمة بشروط لإجراء عمليات يدخل فيها السيليكون، وأن فرقا ميدانية تعمل على إغلاق العيادات المخالفة للاشتراطات الطبية وتفرض غرامات مالية على المخالفين للاشتراطات الصحية المعمول بها من وزارة الصحة.
يأتي ذلك في ظل قلق سيدات أجرين هذه العمليات بعد أنباء عالمية عن ظهور نوع من السيليكون المغشوش أنتجته شركة "بولي إمبلانت بروثيز" الفرنسية، والمتهمة حاليا باستخدام مادة صناعية دون المستوى في بعض المنتجات التي تستخدم في عمليات زراعة الثدي والتي كانت تباع على المستوى العالمي قبل سحبها من الأسواق في عام 2010.
تحذيرات وتطمينات
وفي الوقت الذي حذر فيه الأشعري من التساهل في عمليات من هذا النوع، شددت الدكتورة صباح مشرف على النساء اللاتي خضعن لعمليات زرع حشوة العودة للأطباء والحصول على وثائق تثبت جودة المادة المستخدمة وأن يهتم الأطباء بوضع ملصق لنوع الحشوة داخل ملف المريضات، وإذا رفض فعليها التقدم بشكوى رسمية للجهات المسؤولة.
من ناحيته، طمأن استشاري الأورام الدكتور عبدالرحيم قاري النساء بأن نسبة الإصابة بأمراض سرطانية نتيجة هذه الزراعات قد لا تذكر، وقال إن ما يمثل خطرا حقيقيا في الأوساط الطبية هو لجوء بعض المصابات بسرطان الثدي لإجراء مثل تلك الزراعات لما تشكله من خطورة على صحتهن إذا انفجرت الحشوات.
طرق ملتوية
أما عضو لجنة الصيدلة في الغرفة التجارية بجدة الدكتور أنس زارع فقال إنه لا بد من التأكد بأن جميع المستحضرات التجميلية معتمدة من قبل هيئة الغذاء والدواء، كاشفا أن عدم المرونة بين هيئة الغذاء والدواء ومراكز التجميل تسبب في إدخال المستحضرات التجميلية كالسيليكون وغيرها بطرق غير شرعية وذلك عن طريق الممارسين الذين يحرصون على جلب هذه المواد بأسعار مخفضة وإدخالها من أجل الكسب. وشدد على أهمية مرور السيليكون على رقابة هيئة الغذاء والدواء لمعرفة صلاحيته للاستخدام خاصة أن معظم السيليكون المغشوش صناعي وليس طبيا.
وأضاف زارع أن هيئة الغذاء والدواء تفحص السيليكون المستورد من الخارج للكشف عن سلامة المادة المستخدمة في السيليكون وخلوها من المواد المسرطنة ومعرفة ملف الشركة المصنعة قبل استيراد هذه المادة، وهذه الإجراءات دفعت بعض المراكز التجميلية إلى إحضار السيليكون المغشوش بطرق ملتوية وبعيدة عن الرقابة واستخدامها في عيادات التجميل.
من جهته كشف استشاري الجراحة والتجميل والترميم بمستشفى قوى الأمن الدكتور عبدالإله بصاص أن ثمة مراكز عدة تستخدم السيليكون داخل المملكة وتزرعه لسيدات دون التأكد من صلاحيته.