تستضيف جدة غدا ولأول مرة أعمال المؤتمر الأول للجمعية العربية لأمراض المفاصل والروماتيزم العاشر الذي ينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة بالتعاون مع مجموعة روش العالمية للأدوية في جدة ويستمر 3 أيام بحضور عدد كبير من الأطباء والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها.

وكشفت الدكتورة ناهد جانودي، استشاري أمراض الروماتيزم عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر العاشر للجمعية العربية لأمراض المفاصل والروماتيزم أهمية المؤتمر الذي من شأنه أن يوفر فرصة ملائمة للباحثين والاستشاريين والأطباء من ذوي الاختصاص، لتدارس آخر المستجدات العلمية حول الروماتيزم.

وقالت إن المؤتمر سيناقش أمراض الروماتزم وأمراض المناعة الذاتية بشكل عام مع التركيز على التهابات المفاصل الروماتزمية على وجه الخصوص بهدف تعزيز الوعي بخطورة تلك الأمراض لدى الأطباء والمجتمع على حد سواء.

وأشارت إلى أن المؤتمر يطرح على مائدة البحث سبل التعامل بصورة ملائمة مع المشاكل الروماتيزمية خاصة تلك التي تستعصي على التشخيص الدقيق أو المبكر نظراً لأشكالها الكثيرة، وأسبابها المتنوعة، ومظاهرها السريرية التي تختلط بين أمراض روماتيزمية أو غير روماتيزمية.

وبينت أن المشاركين يطمحون إلى الوقوف على أحدث مستجدات التشخيص والعلاج التي تحول دون تلف المفاصل ومنها أكتمرا مفيدة أن التهاب المفاصل الروماتيزمي قد يتلف وظيفة المفاصل لدى 70% من المرضى في السنوات المتقدمة للإصابة، ولذا فإن ما يهم الأطباء المختصين، هو منع حصول إعاقة في المفاصل كهدف حيوي في معالجة الالتهاب المفصلي الروماتويدي.

ويسلط الخبراء خلال المؤتمر الضوء على أحدث التطورات المعملية والسريرية في تشخيص الالتهاب المفصلي الروماتويدي مع التركيز على طرح آليات العلاج المبكر والملائم لمقاومة تآكل المفاصل، الذي يقود في الغالب إلى عجز دائم، نتيجة لحدوث قصور كلي في حركة المفاصل كافة.

كما سيتدارس الباحثون نتائج التجارب المعملية لاستخدام الأدوية الحيوية (البيولوجية) ومنها "أكتمرا" الذي اعتمدته مؤخراً هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج المرض ووقف تطوره حيث يعمل "أكتمرا" من خلال آلية تستهدف مادة (أي-إل 6) التي تمثل واحدة من أهم السيتوكينات التي أكدت أحدث الدراسات السريرية دورها في حدوث الالتهاب المفصلي الروماتويدي. وسيناقش المؤتمر بهذا الصدد عدداً من أورق العمل المهمة، ومنها ورقة عمل البروفيسور جوزيف سمولن من النمسا، والبروفيسور سكوت من أستراليا بالإضافة إلى عدد من المتحدثين العرب.

من جهة أخرى يشير خبراء دوليون إلى أن المرض قد يصيب نحو 21 مليون شخص حول العالم، وتقدر نسبة الإصابة به بـ 1% من إجمالي السكان في كل بلد، وفي المملكة تصل احتمالات الإصابة به إلى 1 لكل ثلاثة آلاف شخص.

ويتوقع العلماء ألا يتمكن 50% من المصابين بالمرض من العمل ومزاولة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية بعد مضي عشر سنوات من بدء الإصابة به، فيما يرجح إصابة 50% من المرضى بإعاقة جسدية قد تصل نسبتها إلى 90%.

ومن المقرر أن يولي أطباء روماتيزم الأطفال المشاركون في المؤتمر جانباً من مناقشاتهم لشريحة الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، وحتى وقت قريب كان كثير من الناس يظنون أن التهاب المفاصل الروماتيزمية لا يصيب إلا كبار السن، لكن الواقع أكد أن الأطفال ليسوا بمعزل عن هذا المرض، حيث إن تلك الالتهابات المفصلية تعد من الأمراض التي تصيب الأطفال بإعاقة مكتسبة يقدرها المختصون بأكثر من 70% إذا لم تكتشف مبكراً وتعالج في حينها.

ولم تظهر التقارير الطبية اختلافاً في المملكة عن سائر بلدان العالم من حيث الأنواع الأكثر انتشاراً من أمراض المفاصل الروماتيزمية الطفولية، حيث تبين أن التهاب المفاصل قليل العدد يعد أكثرها انتشاراً بين شريحة الأطفال السعوديين بنسبة تقدر بحوالي 50% من إجمالي أنواع التهاب المفاصل الرماتيزمية الطفولية، يليه التهاب المفاصل التعددي بنسبة 40% ومن ثم التهاب المفاصل الروماتيزمي الجهازي الذي تقدر نسبته بنحو 10%.