فرقت قوات الأمن بمدينة عدن جنوبي اليمن بالقوة تجمعات لأنصار الحراك الجنوبي المطالب باستعادة دولة الجنوب وفك الارتباط عن دولة الوحدة، ومنعتهم من إقامة مهرجان "التصالح والتسامح" في منطقة خورمكسر. وأدت المواجهات إلى مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين بعدما اقتحمت قوات من الأمن المركزي ساحة العروض التي تجمع فيها الآلاف من أهالي الجنوب منذ صباح أمس. وأطلقت السلطات الأمنية النار على مجاميع حاولت اجتياز حواجز أمنية لمنع وصول المحتجين إلى الساحة.

من جانب آخر تعثرت مساعي اللجنة العسكرية المكلفة بإزالة المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء برئاسة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، في فرض الانسحاب للمجاميع العسكرية والقبلية المتمركزة في شمال وجنوب العاصمة، والتي لم تبد أية استجابة للالتزام بالسقف الزمني المحدد من قبل اللجنة لإنهاء انتشارها بسبب موجة الاحتجاجات المستمرة منذ نحو عام.

واتهمت مصادر في اللجنة الأطراف المسلحة بالسعي إلى عرقلة مساعي اللجنة الهادفة إلى إنهاء مظاهر التوتر والتحفز المسلح في العاصمة صنعاء بموجب قرار سابق اتخذته اللجنة وألزمت فيه كافة أطراف الصراع بإخلاء الشوارع والأحياء السكنية من كافة المظاهر العسكرية. وأشارت المصادر إلى أن عدم التزام هذه الأطراف بالسقف الزمني المحدد للانسحاب من أماكنها، الذي انتهى أمس، سيدفع اللجنة العسكرية خلال الساعات المقبلة إلى الكشف عن هوية الأطراف المتعنتة ووضعها أمام الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي كقوى تقف أمام مساعي تطبيع الأوضاع الأمنية وتطبيق المبادرة الخليجية.

وكانت أحياء وشوارع منطقة الحصبة بصنعاء قد شهدت أمس ولليوم الثالث على التوالي، انتشاراً موسعاً لمجاميع تابعة لقوات الفرقة الأولى مدرع الموالية للثوار، والتي عاودت التمركز في العديد من مناطق التماس الكائنة بحي النهضة وحي مازدا والشوارع المقابلة لمحيط سوق الرشيد المركزي والتي تم إخلاؤها في وقت سابق من قبل اللجان الميدانية والعسكرية. كما سمع دوي انفجارات متعاقبة وتراشق مكثف بالنيران بين مسلحين قبليين موالين لزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر وآخرين موالين للرئيس علي عبدالله صالح في محيط مدينة صوفان والساحة المقابلة لمقر وزارة الداخلية، بالتزامن مع انتشار مجاميع قبلية مكثفة من أتباع الأحمر في العديد من الأحياء والشوارع الرئيسة والفرعية الكائنة في حي الحصبة.