تواجه مشروع الإسكان الخيري بتصلال شرق نجران، الذي يتكون من 1062 وحدة سكنية، 3 عقبات ساهمت الأولى في إنشائه في جزئين منفصلين، والثانية في تأخير تنفيذ عدد من مراحله، والثالثة هي هواجس المواطنين من تصدعات مستقبلية للمباني بسبب الطبيعة الرملية للأرض المقام عليها المشروع. وأكدت مصادر مطلعة لـ "الوطن" أن جهات رقابية كتبت تقارير عن وضع المشروع.
وعن المشكلة الأولى التي اضطرت معها وزارة الإسكان للتضحية ولو مؤقتاً بـ 56 وحدة سكنية بسبب اختراق المشروع من قبل طريق مسفلت يؤدي إلى مشاريع جامعة نجران الجديدة ومرمى النفايات، يقول المشرف على المشروع بالشركة المنفذة الصيني شنغ نشوبيينغ في تصريح لـ "الوطن" أمس، إن الطريق الذي اخترق المشروع تسبب في فقدان 56 وحدة سكنية، مطالباً بنقل طريق الجامعة الذي يمر وسط المشروع إلى موقع آخر. وأوضح أن الطريق عرض ممتلكات المشروع لحالات من السرقة لعدم تسوير الموقع، لافتاً إلى أن عدم التسوير ساهم في دخول من لا علاقة لهم بالمشروع بشكل يومي، إضافة إلى كثرة الحوادث وحالات الدهس على الطريق للعمالة المنفذة التي تقدر بـ 400 عامل، لكونه طريقا سريعا فيما تنتقل العمالة يوميا من يمين الموقـع إلى يساره والعكس.
وأشار إلى أن وزارة الإسكان خاطبت الجهات المعنية، ومنها أمانة نجران، لتعديل الطريق الذي يخترق المشروع إلى مكان آخر، بيد أنه لم يتحقق أي شيء على أرض الواقع، موضحاً أنه في حالة تعديل الطريق فسيتم تسوير الموقع، والمحافظة على الأمن داخله وممتلكات المشروع، وإنشاء الوحدات السكنية التي فقدها المشروع.
وحول المشكلة الثانية التي تتمثل في تعثر المشروع، قال شنغ نشوبيينغ إن المشروع تعثر بسبب إضراب العمالة المنفذة لعدم تسليمهم رواتبهم المتأخرة، إلا أنه تم تسليمهم رواتبهم وعادوا للتنفيذ، مطمئناً المواطنين بأن الهاجس الثالث ليس في محله.
وقال "هناك مختبر بالموقع لفحص التربة التي ينشأ عليها المشروع كونها تربة رملية، ولا داعي للخوف من هبوط المباني جراء تلك التربة"، مؤكداً أن التنفيذ جيد، ويتم بأفضل المواصفـات والمقايـيس الحديثة.
إلى ذلك، قال مدير إدارة المشاريع بجامعة نجران المهندس حسن جريب في اتصال هاتفي مع "الوطن" أمس، إن الجامعة تعاني مثلما يعاني مشروع الإسكان من الطريق، حيث يخترق مشاريع الجامعة للوصول إلى مرمى النفايات، مؤكداً أن معاناة الجامعة أكثر من معاناة الإسكان.
ولفت إلى قيام الجامعة بمخاطبة الأمانة أكثر من مرة لتعديل الطريق، إلا أن الأمانة ردت بأن مرمى النفايات تم اعتماد نقله إلى موقع آخر خلال عام، وتحويل الطريق من اختصاص الأمانة.
وقال إن الأمانة تعمل على تبديل الطريق إلى مكان آخر، مشيرا إلى عقد اجتماعٍ اليوم في هذا الخصوص.
"الوطن" حاولت الالتقاء بأحد ممثلي وزارة الإسكان بالموقع، إلا أنها لم تجد أحدا في الموقع سوى مسؤولي الشركة الصينية المنفذة للمشروع.
وكانت إحدى الجهات الرقابية بالمنطقة أعدت تقريرا عن مشروع الإسكان الخيري والطريق الذي يخترقـه، إضـافة إلى تعثر المشروع، وتم الرفع به للجهات المعنية لاتخاذ اللازم.
يذكر أن مشروع الإسكان ينفذ بتكلفة تزيد على 450 مليون ريال، ويستغرق إنجازه 3 سنوات، مضى منها ما يقارب سنة وثلاثة أشهر. وتبلغ مساحة الوحدة السكنية 245م2.