الطقس المثالي ورواتب شهر صفر، من الظروف التي تشجع الأسر على التخطيط لرحلات سياحية ممتعة خلال عطلة الربيع هذا العام لتستمتع بأكثر من 20 مهرجانا جهزتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في مختلف مناطق المملكة.

وقال مدير عام البرامج والمنتجات بالهيئة العامة للسياحة حمد آل الشيخ في تصريح إلى "الوطن": تمثل عطلة الربيع موسما سياحيا مميزا يحظى بتنظيم كثير من الأنشطة والمهرجانات في مختلف المناطق، فخلال عطلة هذا العام سيكون هناك أكثر من 20 مهرجانا وفعالية سياحية جاذبة على مستوى المملكة، يتخللها كثير من الأنشطة السياحية والترفيهية للأسرة والطفل والشباب.

وتوقع أن تحظى هذه العطلة بإقبال كبير نظير توفر كثير من الخدمات والبرامج السياحية ونموها بصورة تلبي احتياجات السائحين.

فيما أكد مدير عام فرع الهيئة بالمنطقة الشرقية عبداللطيف البنيان في تصريح إلى"الوطن" أن أسعار مقرات الإيواء السياحي ثابتة وفق التصنيف لا يمكن تجاوزها بأي حال، وهناك متابعة لهذا الأمر من قبل الهيئة من خلال جولات المراقبين السياحيين، داعيا إلى الإبلاغ عبر الهاتف السياحي عن أي مخالفة أو تجاوز أو رفع لأسعار السكن السياحي.

وأشار إلى أنه على سبيل المثال في عطلة عيد الأضحى كان هناك 5 فرق رقابية بالمنطقة نفذت 240 جولة رقابية سجلت خلالها 121 مخالفة، لم يكن منها سوى 4 شكاوى تتعلق بالأسعار، ولم يثبت ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وذكر البنيان أن المنطقة الشرقية تتمتع بالعديد من مقرات الإيواء السياحي القادرة على استيعاب أعداد السياح مهما كانت، حيث تضاعفت الطاقة خلال السنوات الـ5 الماضية، فهناك نحو 600 وحدة سكنية للشقق المفروشة وحوالي 80 فندقا بالمنطقة منها 130 وحدة غير مرخصة من قبل الهيئة أو الجهات ذات العلاقة، كما تم إصدار 70 قرارا بشأن فرض عقوبات على المخالفين تتراوح ما بين الغرامات والغلق وجميعها أخذت طريقها للتنفيذ.

وأوضح البنيان أن الهيئة قطعت مرحلة متقدمة في عمليات تصنيف مقرات الإيواء السياحي عامة بما فيها المنطقة الشرقية، بفضل تعاون شركاء النجاح من المستثمرين بالقطاع الخاص، مبينا أن هناك استجابة كبيرة من المستثمرين في هذا المجال نتيجة النضج الاستثماري في المجال السياحي.

وقال المحلل الاقتصادي إحسان أبو حليقة في تصريح إلى "الوطن" تعتبر السياحة من أهم الروافد الاقتصادية ومصادر الدخل، ومن هذا المنطلق نجحت الهيئة العامة للسياحة في إحداث قفزة تنموية لهذا القطاع، استطاعت من خلالها خلق كيان ومشروع سياحي قادر على النمو بصورة سريعة ومجدية اقتصاديا، من حيث الاستثمار أو توفير الفرص الوظيفية، وتحقيق أهداف السياحة الداخلية بنسبة كبيرة ترضي رغبات المستهدفين بالخدمة.

وذكر من أهم حوافز الاستثمار في هذا المجال هو ارتفاع نسب عائداته وأرباحه الاستثمارية التي من شأنها تنامي وتيرة ضخ رساميل كبيرة في مشاريع النزل السياحية، وما يرافقها من متطلبات سياحية في التسوق والترفيه، الأمر الذي يترتب عليه حتما تطوير البنية التحتية لكثير من مواقع الجذب السياحي عما هي عليه الآن، والهيئة قادرة على دعم هذا التوجه الذي سيؤدي لنمو هذا القطاع بصورة كبيرة توفر كثيرا من الفرص الوظيفية، والعائدات المالية المجزية. وبالتالي تحقيق مساهمة فاعلة في الناتج المحلي.

وحصلت "الوطن" على آخر إحصائيات مركز المعلومات والأبحاث بالهيئة العامة للسياحة "ماس" أظهرت أن إيرادات السياحة السعودية بلغت 57 مليار ريال عام 2010، فيما ارتفع الوفر في الميزان السياحي من 725 مليون ريال عام 2009 إلى 3.1 مليارات ريال عام 2010 بنسبة نمو تصل إلى 331% بما يؤكد أن المملكة أصبحت مقصدا سياحيا عالميا بفضل الدعم الحكومي، ومساندة الأنشطة السياحية التي تتمثل في قطاع الإيواء، والنقل والتسوق، والترفيه. كما أسهم هذا القطاع في توفير أكثر من 128 ألف وظيفة مباشرة للشباب السعودي حتى نهاية العام الماضي 2011م. كما قدر المركز إجمالي إنفاق الرحلات الوافدة للمملكة بـ 25.9 مليار ريال باستثناء السفر على وسائل النقل التي بلغت 3.5 مليارات ريال، أنفق منها 25.6 مليار ريال على الرحلات السياحية، وقد أسهمت الرحلات الوافدة للأغراض الدينية بنسبة 61.1% من إجمالي الإنفاق على الرحلات السياحية، تليها رحلات أغراض الأعمال والمؤتمرات بنسبة 20.3% والزيارات بنسبة 2.9%.