منذ فترة قصيرة وبالتحديد عندما أعلنت إدارة نادي الاتحاد استقالتها فور الانتهاء من استحقاقات الفريق الكروي وأكد رئيس النادي أن هذه الاستقالة لا عودة عنها كتبت بما معناه أن مثل هذه التصريحات ما هي إلا مجرد فقاعات إعلامية أو تهدئة للنفوس، فلربما جرت أحداث غيرت من واقع الأمر، لأنه بصراحة.. من يرد أن يستقيل فليستقل مباشرة وخاصة أن نتائج الفريق آنذاك لم تكن جيدة، وكان هناك شبه إجماع على أن السبب الرئيس لتدهور النادي هو إدارته، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أنصار منصور البلوي ارتفع صوتهم عالياً وطالبوا به لأنه - كما يقولون - لأنه يدعم النادي بشكل كبير أكثر من رئيس النادي الحالي.. كتبنا ذلك في وقتها، وها هي الأحداث تعود إلى الساحة بشكل مختلف بعد أن توج الاتحاد بلقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.. ليس ذلك فقط بل أصبح لرئيس النادي شروط ليبقى على سدة الرئاسة!
لست اتحادية، لكنني من الذين يستمتعون بلعب الاتحاد، وكثيراً من المرات سمعت بعض الخبرات الرياضية تتحدث عن هذا الفريق بإسهاب وتتساءل: كيف يمكن لفريق كهذا أن يخرج من بطولة أو لا ينافس على كل البطولات؟... إذا كان الوجع من اللاعبين فالأمر سهل أو بالأحرى يجب أن يكون سهلاً لأن ما من لاعب مهما كان مستواه أكبر من نادي الاتحاد، فالاتحاد أكبر من الجميع.
أما إذا كانت المشكلة من إدارة النادي فهنا يجب الوقوف وقفة هادئة ومتزنة لاتخاذ القرار الصحيح، فإحراز بطولة خادم الحرمين الشريفين مهم جداً ولكنه يجب ألا يلغي كل ما مضى ولا يقود لتجاهل العثرات التي واجهت الفريق هذا الموسم، والإحساس الذي كان ينتاب مشجعيه هو أنه قد يلعب بشكل جيد لكن نفسَه قصير جداً بحيث يخسر لأتفه الأسباب.
وفي الرياضة تبدو التأثيرات متبادلة، وكل العوامل مجتمعة تصنع البطل، وهي نفسها إن لم توظف بالشكل السليم تؤدي إلى خسارته، إنها كيمياء... نعم كيمياء بكل ما تحمل هذه الكلمة العلمية من معنى.. ولا يمكن الاعتماد على طفرة (وطبعاً مستوى الاتحاد يؤهله للتتويج أكثر من مرة وسميناها طفرة تبعاً لظروفه هذا الموسم).
قلنا لا يمكن الاعتماد على لقبه الأخير لننسى كل ما جرى معه وعلى المعنيين مناقشة واقعه ككل ومحاولة إيجاد التوليفة المناسبة لموسم جديد مختلف كلياً، فهذا النادي كبير، ويجب أن يكون التعامل معه بقدر حجمه، لأنه كثيراً ما ينسينا الانتصار واقع الحال ليس في نادي الاتحاد فقط بل في مجمل حياتنا، فحتى النجاح يجب أن تدرس معطياته فقد يظهر لنا أنه كان بإمكاننا أن ننجح أكثر.