تتركز بقعة الضوء وسط المهتمين بالشأن الإيراني في واشنطن الآن على تطورين مهمين. الأول، ما يمكن أن يحدث في الانتخابات البرلمانية التي تبدأ بعد أقل من شهرين، والآخر، نتائج الجهود التركية التي تبذل الآن لدفع إيران نحو استئناف مفاوضات 5+1.

وكان العام الجديد قد بدأ بعلامات على وجود حملة منظمة من الاعتقال وأحكام بالحبس ضد عدد من أبرز معارضي النظام الإيراني. فبعد صدور حكم يوم 3 يناير الجاري، بالحبس 6 أشهر بحق فايزة ابنة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، صدر حكم آخر بالسجن 4 سنوات مع وقف التنفيذ، بحق فخر سادات محتشميبور التي كانت مستشارة في وزارة الداخلية في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، بعد الحكم على زوجها مصطفي تاجزاده النائب الأسبق لوزير الداخلية في وزارة خاتمي بالحبس ست سنوات يقضيها في سجن إيفين. والاثنان يعدان من الرموز الإصلاحية في طهران.

وتبع ذلك القبض على إحسان هوشماند وهو أكاديمي إصلاحي من منزله، ثم اعتقال الصحفية الإصلاحية فاطمة خيرادمند. وفي 8 يناير اعتقل سعيد مدني وهو سياسي معارض في الشارع مع زوجته، كما ألقي القبض على مهدي خزالي وهو ابن أحد القادة الدينيين في إيران وله توجهات إصلاحية أيضا. وخلال ذلك جرى تشديد الرقابة على مير حسين موسوي ومهدي كروبي بالإضافة إلى زوجة موسوي بعد فرض الإقامة الجبرية عليهم.

وترفع الحركة الإصلاحية الآن شعار مقاطعة الانتخابات بسبب التضييق الشديد على فرصتها في خوض الانتخابات.

ويلعب مجتبى خامئني ابن الزعيم الإيراني علي خامئني دورا بارزا في محاصرة الحركة الإصلاحية ووضع خطط لإخراسها.

ويقول المعارضون الإيرانيون إن السلطات تتبع تكتيكات شائعة لقمع المعارضين قبيل الانتخابات منها التخويف والاعتقال وإبراز قضايا التجسس الخارجي والمؤامرة الداخلية المزعومة للمعارضة لزعزعة الأوضاع، بالإضافة إلى تصعيد حدة الخطاب السياسي الخارجي مثل التهديد بإغلاق هرمز أو إنذار واشنطن بألا ترسل قطعها البحرية إلى الخليج.

الا أن هذه النقطة الأخيرة تثير اهتماما خاصا في واشنطن بسبب ارتباطها باحتمال قيام الحرس الثوري بافتعال حادثة صغيرة في الخليج أو على غيره من الجبهات بالرهان على أن رد الولايات المتحدة لن يكون بدء حرب شاملة وإنما سيكون ردا محدودا.

ويتمحور التطور الآخر جزئيا حول هذه النقطة إذ إنه يدور حول جهود الوساطة التي تلعبها تركيا الآن لاستئناف الحوار. فقد قيل في واشنطن إن أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية حمل رسالة إلى طهران من واشنطن تحذر من أي حادث مفتعل يقوم به الحرس الثوري لأهداف انتخابية.

وليس من المعروف تماما بعد طبيعة الحوارات التي تدور الآن بين الأتراك والإيرانيين من جهة، وبين الأميركيين والأتراك من الجهة الأخرى. إلا أن المؤكد أن تلك الاتصالات تمر بمرحلة ساخنة الآن. فبعد زيارة أوغلو لطهران قام نائب وزير الخارجية الأميركية ويليام بيرنز بزيارة أنقرة، ثم زار رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني أمس أنقرة، فيما سيزورها يوم 21 الجاري وزير الخارجية علي صالحي.


أحكام ومعتقلون


• فايزة رفسنجاني 6 أشهر.

• فخر سادات محتشميبور 4 سنوات مع وقف التنفيذ.

• مصطفي تاجزاده النائب الأسبق لوزير الداخلية ست سنوات.

• اعتقال الأكاديمي إحسان هوشماند .

• اعتقال الصحفية فاطمة خيرادمند.

• اعتقال سعيد مدني مع زوجته.

• اعتقال مهدي خزالي وهو ابن أحد القادة الدينيين.

• فرض الإقامة الجبرية على مير حسين موسوي ومهدي كروبي.