يرى المراقبون أن التحالف بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني - وكلاهما قائمة شيعية - لتشكيل الحكومة العراقية بمعزل عن القائمة العراقية ذات التوجه الوطني الليبرالي. هي طبخة إيرانية تعكس مدى نفوذ طهران في شؤون جارتها وعدوتها السابقة العراق الذي جاء بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
ويعتقد على نطاق واسع أن لهذا التطور هدفين تبتغيهما إيران تحقيقا لمصالحها؛ الأول إبقاء الطائفية في المجتمع العراقي يقظة وحية لتقوية روابطها مع القوى العراقية الشيعية حيث تضفي النزعات الطائفية شرعية شعبية لهذه العلاقة وتبرر التمادي فيها المخاوف ذات النزعة المذهبية من عنف الآخر وانتقامه.
أما السبب الآخر لحرص إيران تحالف التكتلين الطائفيين فينبع من سعيها إلى إقصاء القائمة العراقية بقيادة إياد علاوي، حيث تمثل هذه القائمة أكبر خطر على مشروع طهران الطائفي بحكم أنها ائتلاف ذو طبيعة وطنية وقومية وليبرالية. ولا يغرب عن البال أن صحف طهران هاجمت علاوي (الشيعي) ورمته بالإلحاد في محاولة لنفيه من الإسلام (ربما الإسلام الإيراني).
ربما لن يستطيع الجيل الحالي من قادة الأحزاب الدينية العراقية التخلص من العلاقة مع طهران بسهولة لأن تفاعل بعض الساسة العراقيين معها هو بمثابة رد دين لاحتضانها المعارضة العراقية السابقة. لكن عواقب هذه التبعية السياسية ربما لن تكون سهلة. ففي استطلاع قامت به "مؤسسة پيختر لاستطلاعات الرأي في الشرق الأوسط "أعربت أكثرية كبيرة بين أفراد عينة شيعية عن نظرة سلبية (43 في المائة) بدلاً من إيجابية (18 في المائة) حول "علاقات إيران مع الزعماء السياسيين العراقيين". وهذا يؤكد أن الحس الوطني والقومي العراقي ما زال قويا ولم يتعرض لغسل الدماغ الديني كما يعتقد البعض.