مداخلة أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف في برنامج "الحياة كلمة" في قناة mbc ظهر الجمعة.. وتصريح سموه للصحفيين حول موقف وزارة المالية طيلة اثني عشر عاما من مشاريع شبكات تصريف السيول بالرياض وأن ما خُصص لم يتجاوز 15% من الحاجة الفعلية.. المداخلة والتصريح أثارا في نفسي الدافع الحقيقي لكتابة هذا المقال.. كنت شاهد "ظهر" وليس عصر لما حدث في العاصمة بعد ظهر يوم الاثنين الماضي بوصفي أحد سكان الرياض.. فأمام العواصف الشديدة والمطر المنهمر من السماء بسخاء تحولت المدينة الأكبر في السعودية إلى أكوام من القش والمياه الملوثة، ظلت تتلاطم بشدة وهي تبحث عن مخارج أو مصارف تنقلها بعيدا، ولما لم تجد إلى ذلك سبيلا تحولت إلى بحيرات وبرك فاضت بها الأنفاق والأرصفة حتى دخلت إلى البيوت.
مداخلة الأمين كانت صارمة بعض الشيء، فالدكتور سلمان العودة أدلى برأيه حول ما حدث للمواطنين وحالات الغرق والوفيات وركز على ضعف الاستعداد.. صحيح أنه قد فسر ما حدث ببعض العموميات مثل إلقاء تهم الفساد دون أدلة وإثباتات، لكننا كنا نتمنى لو تحولت مداخلة أمين الرياض إلى فرصة للرد العلمي على ما أثير وشرح وجهة نظر الأمانة مع ترك مساحات حرية الرأي الموضوعي متاحة للجميع.
أتفق مع أمين مدينة الرياض في تصريحه حول موقف وزارة المالية.. فمن المعضلات التي تواجه المسؤولين ضعف الميزانيات المخصصة للمشروعات والبرامج التطويرية من قبل وزارة المالية والإجراءات الروتينية الطويلة.. لكن ألا يتفق معي أن هناك بعض القصور من الأمانة وبالذات في ترتيب أولويات المشروعات ولا أعتقد أن هناك مشروعا يستحق الأولوية مثل مشروع تصريف السيول للحفاظ على حياة الإنسان التي تأتي في المرتبة الأولى في رؤية أي مخطط.. ثم تأتي بعده بمراحل المشاريع الخاصة بالترفيه والخدمات العامة.. وأمر يدعو للدهشة أن تمر كل السنوات الماضية دون إحداث أي تطوير لشبكة التصريف المتواضعة.
من المعيب حقا أن لا يكون في الرياض شبكة متكاملة لتصريف السيول.. ومن المخجل أن نلجأ إلى الوايتات لتصريف مياه السيول، ونحن بلد نتمتع بحمد الله بإمكانات مادية هائلة تحتاج فقط إلى حسن التدبير.