انسحب عضو في بعثة المراقبين العرب من المهمة، مشككا باستقلالية البعثة، ومتهما النظام السوري باستغلالها للبقاء في الحكم، فيما تصاعدت موجة الاحتجاجات في المدن، حيث سجل مقتل أول صحفي غربي منذ اندلاع المظاهرات. وأكد عضو بعثة المراقبين أنور مالك أنه لا يستطيع أن يتخلص من إنسانيته وادعاء الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف، مضيفا أنه زار معتقلا للأمن السياسي ووجد فيه "مساجين في حالة يرثى لها". وفي محاولة مسرحية لاكتساب التأييد، نزل الأسد أمس إلى ساحة الأمويين وشارك المتظاهرين المؤيدين له، معلنا أنهم سينتصرون.
قال الرئيس السوري بشار الأسد أمام حشد من أنصاره في ساحة الأمويين في دمشق أمس إن السوريين "سينتصرون من دون أدنى شك على المؤامرة" على نظامه، وفيما تواصلت الاحتجاجات، قرر عضو في بعثة المراقبين العرب الانسحاب من المهمة مشككا باستقلاليتها ومتهما نظام الأسد باستغلالها للبقاء في الحكم.
وقال الأسد الذي وصل فجأة إلى مكان تجمع مؤيديه في ساحة الأمويين في دمشق "سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة"، مؤكدا "أنهم في مرحلتهم الأخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم". وأضاف "جئت لكي أستمد القوة منكم. لم أشعر بالضعف يوما ما بفضلكم".
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنه طلب من الموظفين الحكوميين المشاركة في هذه المسيرات، مشيرا إلى أن جنودا باللباس المدني يشاركون في التجمع. كما ذكر المرصد أن أربعة مدنيين قتلوا أمس برصاص قوات الأمن في حماة حيث تدور مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، بينما عثر على جثة مدني كان خطف قبل يومين في حمص. وأضاف أن قوات الأمن اطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في داريا في ريف دمشق. وفي محافظة إدلب قرب الحدود التركية، قال المرصد إن "اهالي مدينة معرة النعمان أعلنوا الإضراب العام في المدينة احتجاجا على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها". وأفاد المرصد أن صحفيا غربيا قتل أمس وأصيب آخر أثناء زيارتهما لمدينة حمص. وأضاف أن نشطاء في المدينة قالوا إن الصحفيين أصيبا بقنبلة أو قذيفة صاروخية وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس نقلت عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية بي لين باسكو أن 400 شخص قتلوا في سورية منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية.
إلى ذلك شكك العضو في بعثة المراقبين العرب أنور مالك الذي قرر الانسحاب من المهمة، باستقلالية البعثة قائلا "لا أستطيع أن أتخلص من إنسانيتي أو أدعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف". وانتقد موقف رئيس البعثة معتبرا أنه "يريد أن يمسك العصا من الوسط، حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر". وأشار إلى أن المناطق التي زارها "لم تسحب أي آلية عسكرية منها على عكس ما ورد في تقرير لجنة المراقبين الذي قدم للجامعة العربية". وأكد أنه زار معتقلا للأمن السياسي ووجد فيه "مساجين في حالة يرثى لها". كما تحدث عن "وجود مساجين آخرين في مناطق منع المراقبون من زيارتها".