قطع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الطريق أمام المشككين في انتمائه لثورة "25 يناير" فيما يشبه مصالحة "للثوار" بعد حالة الاحتقان التي عمت شباب الثورة عقب اعتداء الشرطة العسكرية على المعتصمين، وأعلن أنه سيتم الاحتفال بها كعيد قومي للبلاد مثل ذكرى انتصار أكتوبر وثورة 23 يوليو. وقال عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء إسماعيل عتمان في مؤتمر صحفي أمس "أطالب شباب مصر الواعي بأن يعلم أن الجيش يتفاعل مع الثورة"، لافتا إلى أن أول بيان تم إلقاؤه كان بداية صادقة ومؤكدة بأن القوات المسلحة هي السند والداعم الحقيقي للثورة". وقال موجها حديثه للشباب المطالبين بالقصاص لضحايا الاحتجاجات "نحن لسنا مرتزقة ولا مأجورين لكننا جزء من نسيج الشعب". وأوضح عتمان جانبا من الاستعدادات للاحتفال بالثورة، "القوات المسلحة ستنظم احتفالية كبيرة يوم 25 يناير تتناسب مع حجم الحدث باعتباره أكبر وأعظم حدث نريد إعطاءه حقه". وقال "إن القوات الجوية ستقدم عرضا خلال الأيام الأولى من الاحتفالات في القاهرة والعديد من المحافظات".
وجاءت تصريحات عتمان في وقت كانت فيه مجموعة من النشطاء من بينهم منسق حركة 6 إبريل طارق الخولي، والشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم والناشطة نوارة نجم يخضعون للتحقيق في محكمة الجنايات بالتجمع الخامس، في أحداث مجلس الوزراء والاعتداء على المجمع العلمي، وسط احتشاد المئات من النشطاء والحقوقيين لدعمهم.
إلى ذلك انتهت انتخابات مجلس الشعب أمس باستثناء بعض الدوائر التي تتم فيها الإعادة بأمر قضائي، بانتظار النتيجة النهائية وحساب المقاعد التي حصل عليها كل حزب. وواصل الناخبون في تسع محافظات مصرية التصويت في اليوم الثاني من جولة الإعادة للمرحلة الثالثة الأخيرة والحاسمة من انتخابات مجلس الشعب بإقبال ضعيف.
من جانب آخر أعلن متحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أمس أن الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز الذي يزور القاهرة سيلتقي قادة من حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة. وسيكون هذا اللقاء الأول على هذا المستوى بين الإدارة الأميركية والحزب الإسلامي الذي فاز في الانتخابات التشريعية في مصر. وقال أحمد سبيع المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة "سيكون هذا اللقاء الأعلى مستوى مع مسؤول أميركي".
وفي سياق آخر أكد مصدر دبلوماسي مطلع أن مصر أبلغت إسرائيل منذ اكثر من شهرين بعدم ملاءمة الاحتفال بمولد الحاخام اليهودي أبو حصيرة نظرا للظروف التي تمر بها البلاد. وقال المصدر إن هذا القرار جاء "بعد اجتماع موسع شاركت فيه جميع الأجهزة المعنية والمسؤولين بمحافظة البحيرة الكائن بها الضريح منذ أكثر من شهرين تم التوصل فيه إلى توصية أكدت استحالة إقامة الاحتفال حاليا".