حقق مرشح الصدارة الجمهوري ميت رومني فوزا حاسما في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيوهامبشاير بفوزه بفارق كبير عن منافسيه من مرشحي الحزب ومن ثم اقترابه من خط النهاية نحو حمل الراية الجمهورية في سباق الشوط الأخير ضد الرئيس باراك أوباما.
وحصل رومني على نحو 39% من الأصوات، فيما حصل المرشح المشاغب رون بول على الموقع الثاني بنحو 23% وجاء حاكم يوتاه السابق جون هنتسمان في الموقع الثالث بنحو 17% ثم تبعه كل من نيوت جينجريتش وريت سانتروم بنحو 9% واحتل الموقع الأخير ريك بيري بحصوله على 1% من الأصوات.
ويعد رومني المرشح الجمهوري الأول منذ عام 1976 الذي يحقق فوزا واضحا في كل من أيوا ونيوهامبشاير وهما ولايتان تعكسان صورتين مختلفتين من توجهات أعضاء الحزب الجمهوري، إذ تميل أيوا إلى الاستقلال النسبي عن مؤسسات الحزب القيادية فيما تنحو نيوهامبشير إلى تفضيل السياسات الواقعية مع ميل طفيف جهة اليمين. وقد حالف رومني الحظ بإجراء الجولة الثانية في نيوهامبشاير التي يتمتع فيها بنفوذ سابق منذ كان حاكما لولاية ماستشوستس. ولا يزال مرشح الصدارة يمتلك منزلا في نيوهامبشير مما دعاه إلى القول بأن الولاية هي موطنه الثاني.
وأدى فوز رومني في نيوهامبشاير إلى تلقي حملته دفعة جديدة قوية يمكن أن يسفر عن إقصاء عدد من منافسيه وإقناع قيادات الحزب في ولايات أخرى بالالتفاف حوله. فضلا عن ذلك فإن من الصعب الآن توقع حصول مرشحين من نوع ريك بيري على تبرعات تكفي لمواصلة حملته. ومن المتوقع أن يغادر بيري السباق في الفترة المقبلة بعد أن أدت خسارته الكبيرة في أيوا ونيوهامبشاير إلى فقدان حملته لاية قوة دفع تعينها على مواصلة المشوار.
فضلا عن ذلك فإن من المتوقع أيضا أن يغادر هنتسمان الحلبة. فقد ترافقت خسارته في نيوهامبشاير على الرغم من أنها كانت خسارة مشرفة مع حصوله على الموقع الأخير في استطلاعات الرأي التي يجريها الجمهوريون وهيئات أخرى مستقلة على مستوى كل الولايات مجتمعة. إلا أن من المحتمل أن يبقى هنتسمان إلى ما بعد الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا التي تبدأ في 21 من الشهر الجاري.
كما أن من المتوقع أن يواصل جينجريتش وبول حملتيهما إلى ما بعد ساوث كارولينا إذ تلقى الأول دعما ماليا كبيرا من رجال أعمال يدعمون المحافظين الجدد والتيارات الدينية المتشددة، فيما يدير الثاني حملته على أسس إيديولوجية ويتمتع بدعم كبير بين مؤيديه وبحماس بالغ في صفوفهم يدفع بكثيرين منهم إلى التطوع للعمل في الحملة دون احتياج كبير للتمويل.