على العكس من الضجة الكبيرة التي رافقت تعيين رام إيمانويل كأول رئيس لطاقم الرئيس باراك أوباما بسبب انتمائه للجالية اليهودية الأميركية فإن تعيين الرئيس الثالث لطاقم الرئيس جاك لو وهو أيضا ينتمي إلى الجالية ذاتها لم يثر أية تعليقات من تلك الزاوية على الأقل.
ومن المحتمل أن يرجع السبب إلى أن إيمانويل سبق أن تطوع للعمل في الجيش الإسرائيلي فيما ليس في سجل لو أمر مشابه. وفيما يبرهن ذلك على أن انتقاد إيمانويل كان صادرا عن القلق من توجهه السياسي وليس من انتمائه الديني أي أنه لم يكن صادرا عن معاداة السامية فإن انتماء لو إلى الطائفة اليهودية المحافظة المعروفة بتشددها الديني لم يسفر فيما سبق من سجل رئيس الطاقم الجديد عن أي علاقة مميزة بإسرائيل.
وسبق أن عمل لو مديرا لمكتب الإدارة والميزانية وهو منصب وزاري في إدارة الرئيس بيل كلينتون ثم شغل الموقع ذاته في إدارة الرئيس أوباما. وقد عرف بحرفيته العالية في الشؤون المالية والقضايا ذات الصلة بالميزانية وبعدم اهتمامه بشؤون السياسة الخارجية. فضلا عن ذلك فقد عمل لو في مطلع حياته العملية بالكونجرس مما يمنحه خبرة في تناول قضايا علاقة البيت الأبيض بالمجلس التشريعي.
وكانت تلك القضية على وجه الحصر أي قضية العلاقة بين السلطتين في واشنطن هي التي أدت إلى الإسراع باستقالة رئيس الطاقم الثاني ويليام ديلي إذ إن ديلي أغضب الجمهوريين والديموقراطيين في المجلس التشريعي بانتقادهم علنا لعدم تعاونهم مع البيت الأبيض مما أسفر عن إفساد علاقته بمن يفترض أن يعمل معهم.
ولم تظهر في واشنطن أسباب سياسية لتفسير استقالة ديلي التي رفضها الرئيس أوباما الشهر الماضي ثم اضطر إلى قبولها أول من أمس. وقال مساعدون لديلي إنه "لم يعد يتحمل" ضغط العمل في المنصب وإنه يفضل العودة إلى شيكاغو حيث كان يلعب دورا بارزا في الحياة السياسية في ولاية إيلينوي. وقد أبدت الجالية اليهودية الأميركية ارتياحها لاختيار لو إذ إن الإدارة لم تعد تتضمن أي يهودي في المواقع البارزة المحيطة بالبيت الأبيض بعد أن استقال دينيس روس من منصبه كمستشار للرئيس لشؤون الخليج والشرق الأوسط.