لم يشفع لمحافظة خميس مشيط أنها أكبر مدينة من حيث السكان في منطقة عسير، لتحظى بنصيب وافر من الخدمات الصحية، فعدد سكانها وفقا لآخر تعداد صادر من مصلحة الإحصاءات العامة بلغ 512 ألفا و599 نسمة منهم 288 ألفا و270 من الذكور و224 ألفا و329 من الإناث. ومع ذلك فإن عدد أسرة المرضى يبلغ 150 سريرا فقط في مستشفى المحافظة العام، في حين جرى تحويل المستشفى المدني سابقا إلى مستشفى للنساء والولادة فقط.

وبعملية حسابية لوحظ أن قرابة 3300 مواطن تقريبا في مقابل سرير واحد فقط، في حين أن المعيار العالمي يشير إلى تخصيص سرير واحد لكل 583 شخصا. وأجمع مواطنون من أهالي المحافظة على أن تجاهل وزارة الصحة والمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة لتطوير وترقية الخدمات الصحية في المحافظة، أدخل المرضى في معاناة حقيقية تتمثل في صعوبة الحصول على سرير للتنويم، والانتظار لساعات طويلة أمام العيادات فضلا عن طول فترة المواعيد.


مستشفى وحيد

استغرب عدد من أهالي محافظة خميس مشيط ومنهم محمد الشهراني،وسعد بن حضرم، ضعف التخطيط وغياب الرؤية المسقبلية، من قبل مسؤولي الصحة حيال ترقية وتطوير الخدمات الصحية لتواكب الكثافة السكانية التي تشهدها المحافظة، والنهضة التجارية، فقد بقيت المحافظة قرابة 45 عاما على مستشفى وحيد، وهو المستشفى المدني دون أن يلحق ذلك المرفق أي تطوير يذكر باستثناء إضافة بعض الملاحق البسيطة في الفناء، مما تسبب في تشويه المنظر العام للمستشفى، وغياب البيئة الصحية المناسبة، فضلا عن قدم المبنى وتهالكه، وكثرة معاناة المرضى من خلال طول الانتظار والازدحام الذي تشهده أروقة المستشفى.


فرحة ولكن

ويشير المواطن فيصل البشري "من أهالي المحافظة" إلى أن بوادر أمل لاحت في الأفق، عندما دُشن مستشفى خميس مشيط العام قبل نحو ثلاثة أعوام، وكان الجميع يعلقون آمالا على المقر الجديد ليكون نقلة نوعية في مسيرة الخدمات الصحية في المحافظة بكوادره وتجهيزاته، إلا أن المفاجأة أنه مصمم لاستيعاب 150 سريرا فقط، فيما غاب عن المخططين والمسؤولين في وزارة الصحة ومديريتها في صحة عسير أن سكان المحافظة تجاوزوا نصف مليون نسمة، لافتا إلى أنه كان يجب أن يكون طي معاناة قرابة 45 عاما مع المستشفى الوحيد السابق "المدني" بمستشفى يلبي الاحتياجات إلا أن الواقع عكس ذلك، فقد جرى تحويل المستشفى المدني السابق إلى مستشفى للنساء والولادة، ولم يستطع المستشفى الجديد مواجهة الأعداد الزائدة من المرضى والمراجعين.

وناشد البشري المسؤولين في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة وضع حد لمعاناة الأهالي، وتنفيذ مشاريع صحية ضخمة تواكب محافظة بحجم محافظة خميس مشيط من حيث رقعة المساحة، وكثرة عدد السكان.





معاناة البسطاء

ويؤكد المواطن يحيى بن جابر أن عدم قدرة المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة على مواجهة أعداد المرضى المتنامية يوما بعد يوم، كانت الفرصة سانحة لافتتاح عدد من المستشفيات الخاصة، التي تحظى بإقبال كبير في حين أن مراجعيها من ذوي الدخل الجيد أو من العمالة التي تخضع لنظام التأمين، في حين أن المرضى البسطاء وقعوا في حيرة من أمرهم، فلا يستطيعون العلاج في المستشفيات الخاصة، ولم يجدوا الخدمات الكافية من قبل المستشفى الحكومي الوحيد.


مستشفى قادم

في المقابل، أكد الناطق الإعلامي لصحة منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير لـ"الوطن" أن محافظة خميس مشيط لا تتوافق من حيث المعيار العالمي فيما يخص عدد الأسرة مقارنة بعدد السكان، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تشغيل مستشفى حديث في شمال المحافظة بسعة 200 سرير، من شأنه الإسهام في تقديم خدمات صحية جيدة، فضلا عن تخفيف الضغط على المستشفى القائم، ومستشفى النساء والولادة "المدني سابقا".