في ظل أزمة الأسمنت الحالية التي تعصف بمعظم أسواق المملكة، عاشت الرياض أمس هذه الأزمة عندما ارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 15% عما كانت عليه في الأسبوع الماضي، وهو أمر أرجعه الباعة النهائيون إلى عدم توفير ناقلي الأسمنت للكميات التي تلبي احتياجات السوق كما كان بالأيام الماضية.
"الوطن" زارت عددا من مباسط بيع الأسمنت في شرق الرياض، ولاحظت توفر كميات قليلة من أكياس الأسمنت، إلا أن الباعة في المباسط أكدوا أنها ليست للبيع، نظرا لحجزها من قبل عدد من أصحاب المساكن التي تقبع خلال هذه الفترة تحت مرحلة التشييد.
وفي ظل الأحداث الحالية في سوق بيع الأسمنت النهائية بالرياض، عاش أصحاب المشاريع السكنية الخاصة في شرق الرياض أمس حالة من الاستنفار وهم يخاطبون مباسط البيع النهائية بشراء الكميات المتوفرة، حتى ولو كانت هذه الكميات تقدر بـ20 كيساً، بسبب رغبتهم في أكمال مشاريعهم السكنية وعدم توقفها.
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت نجران الدكتور أحمد زقيل في تصريح إلى "الوطن" أمس أن ما يحدث حالياً في أسواق الأسمنت المحلية، ناتج عن ارتفاع حجم الطلب بصورة كبيرة في المنطقة الغربية.
وقال الدكتور زقيل :"المنطقة الغربية تشهد حالياً ارتفاعاً في معدلات الطلب على الأسمنت نتيجة للمشاريع الضخمة التي يعمل عليها، وهو الأمر الذي تسبب في شح المعروض في السوق النهائية مما تسبب في ارتفاع الأسعار بالوقت ذاته، مضيفا: "ما يحدث في بقية مناطق المملكة يأتي نتيجة أن الناقلين يواكبون الأزمة الحالية في المنطقة الغربية، من خلال رفع الأسعار في ظل ارتفاع حجم الطلب نتيجة تخوف كثير من أصحاب المشاريع من إمكانية عدم توفر الكميات اللازمة".
وقال "نؤكد أن مصانع الأسمنت منذ سنوات ملتزمة بسعر البيع البالغ 13 ريالا، ولم ترفع ريالا واحدا في أسعارها خلال الفترة الماضية".
وفي هذا الجانب أكد مسؤول تنفيذي في أحد مصانع الأسمنت في المملكة (طلب عدم كشف أسمه) أن البيع بسعر 15 إلى 16 ريالاً مع توفر الكميات يعتبر أمرا جيدا لأصحاب المشاريع الإنشائية، إلا أنه استدرك قائلا "من جهتنا.. لم نرفع الأسعار ريالاً واحداً".
وعن سوق الرياض، أكد محمد ألطف وهو بائع في أحد مباسط بيع الأسمنت أن أسعار أكياس الأسمنت قفزت أمس من مستويات 13.75 ريالا إلى 15.5 ريالا، مضيفا: "مباسط البيع النهائية لا علاقة لها بالأزمة الحالية، وما يحدث هو نتيجة عدم تزويدها بالكميات الكافية من قبل الناقلين.. الذين يعتبرون حلقة الوصل بيننا والمصانع المنتجة".
وكانت اللجنة الوطنية لشركات الأسمنت بمجلس الغرف السعودية أكدت إثر اجتماعها الأحد الماضي لمناقشة القضايا ذات العلاقة بالقطاع ومن بينها ارتفاع أسعار الأسمنت محلياً، أن جميع الشركات تعمل بطاقتها القصوى ولا يوجد مبرر لارتفاع الأسعار وأن الشركات ملتزمة بسعر البيع الرسمي المحدد بـ13 ريالاً للكيس.
وأوضح رئيس اللجنة الدكتور زامل بن عبدالرحمن المقرن أن اللجنة بحثت كثيرا من الموضوعات المتعلقة بنشاط الأسمنت في المملكة ومن بينها ارتفاع أسعار الأسمنت الذي تشهده بعض مناطق المملكة في الوقت الحالي، مشيراً إلى تأكيد جميع الشركات أنها تعمل بطاقتها القصوى المتاحة.
وأكد المقرن أنه لا يوجد أي مبرر لارتفاع الأسعار في بعض مناطق المملكة خاصة أن جميع الشركات ملتزمة بالبيع بسعر 13ريالاً للكيس تسليم المصنع وهو السعر المحدد منذ ما يقارب الثلاثين عاماً.
ونوه بالتعاون السائد بين شركات الأسمنت السعودية لتوفير الأسمنت في المناطق التي يزيد فيها الطلب بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، لافتاً إلى أن الأسواق اعتادت في هذا الوقت من العام أن يرتفع الطلب على الأسمنت خاصة مع طرح مشروعات كبرى.