لكل جيل أساليبه وطقوسه، حيث يرى معلمون في محافظة الأحساء أن الجيل القديم يختلف عن الحديث في طرق الاستذكار وكذلك الوسائل المستخدمة للغش في قاعات الاختبارات، حتى طرق مراقبة الطلاب أثناء أداء الاختبار. وقال عدد من المعلمين ومراقبي لجان الاختبارات التقتهم "الوطن" في بعض مدارس الأحساء أمس، إن أساليب المراقبة تغيرت كثيراً عن السابق مع تطور طرق تحايل بعض الطلاب ومحاولتهم الغش، فسابقاً كان التخويف والوعيد حاضراً مع ارتداء بعض المراقبين نظارات شمسية "سوداء" تمنع تعرف الطلاب على اتجاه نظرات المعلم، وكذلك التلويح وإبراز محاضر الغش لإخافة الطلاب، وخروج المراقب من القاعة للتحدث مع معلم آخر والدخول فجأة، للإطاحة ببعض الطلاب الذين يحاولون الغش.

المعلم حسن العلي، قال لـ"الوطن" إنه طوال 14 عاما كان يجلب الحلويات والبسبوسة ويقدمها للطلاب وقت الاختبارات وخصوصا في اليوم الأول، حيث يسعى بذلك لإراحة الطلاب وإزالة رهبة الاختبارات عنهم وتزويدهم بالطاقة، إذ إن الكثير من الطلاب يحضر إلى المدرسة دون تناول وجبة الإفطار الصباحي، مما يسهل مهمته في المراقبة ويجعل الطلاب يتقبلون وجوده بشكل أكبر. أما مراقب الاختبارات زكي الموسى فقال إن الكثير من المعلمين يستخدمون الدبلوماسية في التعامل، خصوصا إذا أحسوا بأن الطلاب يواجهون أسئلة صعبة.

وبالنسبة لي ففي بعض الأوقات أخاطب الآخرين بحديث باسم لتخفيف الضغط، وأحاول الوقوف في أماكن معينة لعدم إرباك الطلاب وكذلك أشجعهم بالكلمات التي ترفع المعنويات، في حين ذكر المعلم محمد طاهر الحسين أنه يحاول زرع الثقة في نفوس جميع الطلاب في قاعة الاختبار وتشجيعهم بإلقاء بعض الأحاديث التي تحرم الغش دون التشكيك في نزاهة أحد من الطلاب مع الاستشهاد بحوادث سابقة تضرر فيها مرتكبو الغش. وقال المعلم يوسف سلمان البري: رغم أنني قضيت 19 عاماً كمراقب لجان، إلا أنني أراقب بشكل طبيعي وأحاول إبعاد التوتر عن نفوس الطلاب، ودائما ما ألجأ إلى الحكمة عند وجود أي عمل استفزازي من بعض الطلاب الذين يحاولون التشويش على الآخرين ولا أتهم أي شخص مباشرة بالغش.