"منهج التوحيد لم يزد على 8 ورقات.. وتمكنت من الإجابة على جميع أسئلة الاختبارالنهائي"، هكذا بدأت الطالبة "جواهر" حديثها إلى "الوطن" أمس عن استعانتها بـ8 ورقات معينة تسمى بـ"التلخيص" الخاص بكل مادة على حدة، والتي انتشرت بين طالبات المنطقة الشرقية وتحديداً في حاضرة الدمام، وهو ما جعل الطالبات يتخلين عن الكتب الأساسية، ويلجأن إلى اقتناء تلك الأوراق والاستفادة منها في اجتياز اختباراتهن.

طالبة أخرى تدعى "نوف" أكدت لـ"الوطن" أمس، أن معلمة مادة التاريخ حذرت من تضييع الوقت في المذاكرة من الكتاب إذ إن ورقات ملزمة "تطبيقات على ما سبق دراسته" استوفت كل المنهج الدراسي لفصل دراسي كامل.

من جهتها، قالت المدربة التنموية، ومديرة المدرسة الحكومية الثانوية الأولى للبنات بحي الراكة بالخبر سناء الحمود، لـ"الوطن"، إن ما تقوم به بعض المعلمات في بعض المدارس يعتبر تجاوزات تفرض على الطالبة السيرعكس التيار المتبع حاليا، مشيرة إلى أنه لا يكتفى حاليا بالاختبارات النهائية للتأهيل، وإنما القدرات التي قد تقف عائقاً كبيراً في حال لم تشمل المنهج، فضلا عن الأخطاء التربوية، إذ إن هذا يعتبر ظلماً للطالبات الأخريات من المدارس ممن يدرسن منهج الكتاب كاملا ليتأهلن للاختبار النهائي، والذي يسبب تفاوتا في النتائج والقدرات. وأشارت إلى أنها طريقة غير تربوية تجعل الطالبة تشعر بالاستهتار تجاه المنهج التعليمي الرسمي والحصص الدراسية لاتكالها على ما سيتم توزيعه في نهاية الفصل الدراسي من ورقات تخولها دخول الاختبار.

وكانت عدة مدارس أهلية بالمنطقة الشرقية وزعت "تلخصيات" و"اختصارات" لا تتعدى عشر ورقات لكل مادة دراسية على طالباتها قبيل الاختبارات مع تصريح بعض المعلمات بأن أسئلة الاختبار لن تتجاوز تلك الورقات ولن تخرج عنها.

وأكد مختصون أن هذه الطريقة من الاستذكار تضعف المخرجات التعليمية للمدارس الأهلية وتسبب فجوة بين نتائج الاختبارات المدرسية وبين نتائج الاختبار التحصيلي، وذهب بعضهم إلى أن التعامل مع الطالبات بهذا الأسلوب يضعف الالتزام الدراسي تجاه المنهج طوال العام الدراسي ويزيد من نسبة التغيب. مطالبين باستحداث لجان لمنع مثل تلك المذكرات الداخلية كمنهج مختصر للمادة.

إلى ذلك، أشارت عميدة الكلية الجامعية للبنات بالليث - دكتوراه في طرق التدريس - الدكتورة كوثر بلجون، إلى وجود خلل وتفاوت كبير بين نتائج الاختبارات المدرسية النهائية للطالبات ونتائج الاختبار التحصيلي، معتبرتها تدميراً للتحصيل بشكل عام، مشيرة إلى أن الاختبار التحصيلي ليس كاختبار القدرات فهو ما يعنى بالمعلومات التي تحويها الكتب المدرسية، مضيفةً أن النسبة المتوسطة من نتائج الطالبات الحاصلات على 99% تكون في الاختبار التحصيلي لا تزيد عن 50%، مؤكدة أن التميز يكون في 85% لدى القلة منهن.