وسط أجواء دافئة على غير عادتها في مثل هذا التوقيت من كل عام، أدى طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية أمس امتحانات اليوم الأول في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، التي تستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل للمتوسطة وحتى نهاية الأسبوع لطلاب الثانوية العامّة.
ورصدت "الوطن" خلال جولتها صباحاً حرص العديد من الطلاب على الوصول إلى مدارسهم مبكرا لضمان عدم التأخر عن الامتحان، حيث استقبلهم المسؤولون عن المدارس، ووجهوهم للاطلاع على كشوفات بأسمائهم تم تعليقها في الأفنية الخارجيّة لمعرفة مواقعهم في قاعات الامتحان حسب أرقامهم التسلسليّة.
وبدأت الامتحانات بسلاسة داخل القاعات دون تأثير لبرودة الطقس حيث حضر غالبية الطلاب بملابس صيفيّة حسب رصد "الوطن" لمدرستين متوسطة وثانوية شرق وشمال الرياض. وأسهم ارتفاع درجة الحرارة منذ أول من أمس في اطمئنان الأسر والمسؤولين في المدارس بعدم تأثير برودة الطقس على سير الامتحانات، وهو هاجس اتخذت معه إدارة تعليم الرياض الاحتياطات اللازمة.
وعاد الصخب إلى الشوارع والساحات بعد نهاية الامتحانات، وبالتزامن مع خروج الطلاب من مدارسهم حيث يستغل العديد من الطلاب بعض الوقت للتسوّق وارتياد المطاعم والبوفيهات القريبة لتناول وجبات الإفطار قبل العودة للمنازل، فيما لم تخل بعض المواقع من التجمّعات الشبابية لطلاب المرحلة الثانوية الذين يحرصون على الدوران بسياراتهم والاستعراض بها بعد انقضاء الامتحانات.
سلوك الطلاب
من جهته، حذر مشرف القضايا الطلابية بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض أحمد الماجد من الفترة التي تعقب انتهاء الاختبارات اليومية للطلاب والطالبات، حيث وصفها بـ" الخطيرة" في سلوك الأبناء، خصوصاً الجانب السلبي في حالة افتقدت تلك الفترة متابعة إدارات المدارس والأسر، مشيراً إلى أن هناك قضايا تسجل في فترة مابعد الاختبارات مثل ممارسة التفحيط و"الاعتداءات" و"الاستدراج" وتعلم "تعاطي المخدرات والتدخين" وغيرها من القضايا التي تنفذ بعيدا عن الرقابة.
وأكد الماجد أن أنظمة "التربية " تلزم إدارات المدارس بالحفاظ على الطلاب والطالبات طيلة فترة الاختبارات اليومية ومنها عدم خروج الطلاب بين فترتي الاختبارات الأولى والثانية، وبقاء المعلمين المشرفين على الطلاب حتى خروج الطلاب من المدرسة عند الظهيرة خوفاً من تعرضهم للأذى أو الاعتداءات المتبادلة بينهم.
ومن الشواهد -حسب رأي الماجد - لخطورة الفترة التي تلي خروج الطلاب من مدارسهم وقبل وصولهم ظهراً لمنازلهم التجمعات في الشوارع والبوفيهات والمطاعم وأماكن التفحيط، مما يعطي مؤشرا خطراً على إمكانية تعرض الطلاب للأذى، مشدداً على أهمية دور المدرسة في إرسال رسائل نصية لأولياء أمور الطلاب تشعرهم بأوقات خروج أبنائهم ومواعيد ذلك، ودعا ولي الأمر إلى أخذ إجازة خلال فترة الاختبارات بقدر المستطاع أو التنسيق بمجال عمل ليتمكن من الحضور لإصطحاب أبنائه للمنزل.
انضباط في القصيم
وفي القصيم، سادت روح الانضباط والانسيابية الأجواء التعليمية بعد أن أدى أمس أكثر من 120 ألف طالب وطالبة بالمنطقة في المرحلتين المتوسطة والثانوية اختباراتهم الأولى، ممثلين لأكثر من 991 مدرسة حكومية وأهلية مقتصرة على مكاتب التربية والتعليم التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم.
وأوضح المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم الدكتور عبد الله الركيان أن كافة الزملاء في الحقل التعليمي والتربوي بذلوا جهودهم على أكمل وجه، من أجل تحقيق المستوى المطلوب في تهيئة أجواء الاختبارات لجميع الطلاب والطالبات، وخلق الظروف التربوية الملائمة، مضيفاً أن الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة هيأت جميع الإمكانيات الحديثة التي تحقق النجاح المكتمل لمنظومة العمل في هذه الفترة، وأن استعدادات إدارته للاختبارات قد اكتملت منذ وقت مبكر، وراعت كافة الخطط التي تُهيئ للطلاب والطالبات الأجواء الملائمة لأداء اختباراتهم دون معوقات.
وأفاد أن جميع الإدارات والأقسام في الإدارة العامة تواصل عملها على أداء مهامها على الوجه الأكمل في مختلف المدارس ومكاتب التربية والتعليم.
من جهته، بين مدير حوادث المرور بمنطقة القصيم العقيد خالد الضبيب أن تخصيص أكثر من 120 دورية مرور عادية وسرية قد حقق نجاح الخطة المرورية التي تم رسمها قبل انطلاق أيام الاختبارات، مؤكداً أن الحركة المرورية بمنطقة القصيم لم تواجه ما يعكرها، بعد انعدام مخالفات بعض الشباب المتمثلة بالدوران أو ممارسة التفحيط حول المدارس وداخل الأحياء.
لا إغماءات بالخرج
وفي الخرج، أدى أكثر من 80 ألف طالب وطالبة بالمرحلة الثانوية والمتوسطة بالمحافظة الاختبارات ، ولم تسجل أي حالات إغماء او حوادث مرورية، فيما أكدت شعبة مرور الخرج أنها وضعت خطة طوال فترة الاختبارات.
وأوضح مساعد مدير التربية والتعليم الدكتور زيد الحليفي في تصريح إلى "الوطن" أن إدارته أوفدت المشرفين والمشرفات بالقيام بزيارة تفقدية لعدد من مدارس المحافظة ومراكزها وأنهم تأكدوا من استكمال اليوم الأول بسلاسة دون أن تسجل أي حالات إغماء بين الطلاب والطالبات أو حوادث سير.
البوفيهات بدل التفحيط
في الزلفي
وفي محافظة الزلفي، تفقد مدير التربية والتعليم محمد عبدالله الطريقي والمساعد لشؤون تعليم البنين سليمان الخمشي والمساعد لشؤون تعليم البنات نورة الفرهود وقطاعا الإشراف التربوي والاختبارات بالإدارة عدداً من مدارس المحافظة والوقوف على سير الاختبارات والاطمئنان عليها، إلى جانب عملية سير الاختبارات للطالبات.