تقول الممثلة السورية فدوى سليمان إن ما جذبها للعمل الدرامي هو ما يمنحه إياها من حرية موعودة. وبعدما تبددت أوهامها بفعل سيطرة الدولة على المسرح والسينما، شاركت فدوى في الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي ضد الرئيس بشار الأسد وتتصدر المشهد الآن في الاحتجاجات التي تجتاح مدينة حمص مركز المقاومة ضد حكم أسرة الأسد القائم منذ 41 عاما.
وقصت فدوى شعرها مثل الرجال وتتنقل من منزل لآخر لتفادي اعتقالها وأضحت من أكثر وجوه الانتفاضة المستمرة شهرة وذلك منذ 10 أشهر.
وقالت فدوى "اكتشفت أنه لا يوجد حرية تفكير ولا تغيير ولا يوجد مسرح.. هذا البلد يريد أن يفرغنا من محتوانا. كل المؤسسات تحت يد الأمن". وقبل الانتفاضة اشتهرت فدوى بأدوارها في التلفزيون والإذاعة والسينما والمسرح ومثلت دور مدرسة تربية فنية في دار أيتام في مسلسل "قلوب صغيرة" وهو مسلسل ساهم في زيادة التوعية بالاتجار في الأعضاء البشرية وأذيع في عدة قنوات تلفزيونية عربية.
وحين اندلعت الانتفاضة أضحت فدوى وهي في الثلاثينات من عمرها أكثر نشاطا مع احتشاد النخبة المثقفة لدعم الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.
وألقت مونولوجات تلهب الحماسة أمام عدسات الكاميرا تدعو لاستمرار المظاهرات السلمية في أرجاء سورية حتى يرحل الأسد. وفي إحدى الرسائل المصورة في نوفمبر ذكرت أن قوات الأمن السورية تمشط أحياء حمص بحثا عنها وتضرب المواطنين لإرغامهم على الكشف عن مخبئها. وتشبه قصة هروبها قصص نشطاء آخرين مطلوب القبض عليهم لدورهم في الانتفاضة باستثناء أن فدوى امرأة من الأقلية التي تنتمي إليها أسرة الأسد.