سقط 25 شخصا على الأقل وجرح 46 آخرون بانفجار وقع في حي الميدان القديم في دمشق أمس. وأعلنت وكالة الأنباء السورية أن "انتحاريا فجر نفسه على إشارة مرورية بالقرب من مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساس"، مشيرة إلى أنها "منطقة مكتظة بالسكان وتشهد حركة مرورية كثيفة". كما قتل ما لا يقل عن 19 شخصا بينهم ثلاثة من المنشقين عن الجيش في سورية خلال حملات القمع الحكومية ضد المحتجين.

وقال شاهد إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد أصابت ثلاثة محتجين "في جمعة التدويل" على الأقل حين فتحت النار على مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في مسجد بإحدى مناطق دمشق. وأضاف أن أفراد الميليشيا الموالية للأسد المعروفة باسم الشبيحة وعناصر الشرطة السرية أطلقت نيران الأسلحة الآلية على المحتجين بعد أن تحدوا الوجود الأمني الكثيف ورفضوا مغادرة مسجد عبدالكريم الرفاعي بمنطقة كفر سوسة. واضطرت هذه الأعمال فريقا من مراقبي الجامعة العربية إلى مغادرة ريف دمشق.

واتهم المعارض السوري محمد مأمون الحمصي منسق الجالية السورية في مصر عضو الأمانة العامة لتجمع قوى الربيع العربي، نظام دمشق بالوقوف وراء تفجير دمشق. وقال إن "المشهد السوري أصبح واحدا والقاتل واحد، فالشعب أرادها مظاهرات سلمية لكن النظام حولها مع حلفائه في محور الشر لحرب طائفية وإبادة بحق الإنسانية".

وأضاف أن " الشعب السوري لن يبقى صامتا على تلك الإبادة بحق أطفاله ونسائه ومقدساته". وتابع "خرج الإرهاب من مطبخ واحد في سورية واليوم قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إنه بريء من أي عمل إرهابي وينحصر عمله بحماية المدنيين الأبرياء".

على الصعيد السياسي طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إبلاغ الحكومة السورية بالعمل على وقف العنف في البلاد.

وقال إن هناك مزيدا مما يتعين القيام به بموجب اتفاق السلام الذي يستهدف إنهاء قمع المحتجين المناهضين للحكومة. وقال العربي بعد اجتماع مع مشعل في القاهرة إنه سلم زعيم حماس رسالة للسلطات السورية تدعوها للالتزام الكامل والأمين بوقف العنف وتنفيذ البرتوكول الموقع مع الجامعة العربية.

وأضاف "المراقبون هناك ذاهبون طبقا لتكليف عربي للقيام بمهمة المراقبة والتحقق وهم يسعون لوقف العنف وسحب الآليات ووقف سفك الدماء". وذكر أن مشعل لعب دورا كبيرا في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية. ومن جانبه أوضح مشعل أن حركة حماس وهو شخصيا بذلا جهدا كبيرا لحل الأزمة في سورية من خلال حل سياسي وأنهما يواصلان تلك الجهود.

وستعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية اجتماعاً غداً بمقر الجامعة العربية بالقاهرة للإعلان عن مضمون التقرير الأول الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد الدابي إلى اللجنة.

وقال أحمد تركي، الباحث المتخصص في الشؤون السورية بمركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط في حديث لـ"الوطن" إن "بعثة المراقبين تواجه عدة تحديات بعد أن تم تخفيض عددها من 500 مراقب إلى 150 وهناك مخاوف من محاولات إخفاء الآليات العسكرية عند أي جولة لهم في باحات المباني الحكومية، إضافة إلى تنظيم مظاهرات موالية للنظام تجوب الشوارع في حضور بعثة المراقبين العرب".

وأضاف "بافتراض تخطي المراقبين لهذه التحديات ورفع تقارير تدين الطرف الحكومي، فإن الجامعة ستعود لخطة العقوبات التي أقرتها وهددت بتطبيقها قبل أن توافق دمشق على استضافة المراقبين".

وفي المقابل قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بعثة مراقبي الجامعة العربية "ليست قادرة على أداء عملها بشكل صحيح".

وأضاف "ندعم الجامعة التي أرسلت مراقبين لكن هذه البعثة ليست قادرة اليوم على القيام بعملها بشكل صحيح". وأعلن جوبيه في مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن أن "جامعة الدول العربية كان لها الفضل باتخاذ مبادرة، لكن ينبغي على مراقبيها عدم السماح للنظام بالتلاعب بهم كما يحاول هذا النظام" أن يفعل. وأضاف "إذا كان من غير الممكن أن تحقق أهدافها، فإننا مصممون على العمل معا في مجلس الأمن لكي يتخذ المجلس في النهاية موقفا من الوضع في سورية".