يتجه اليوم نحو ثلاثة ملايين طالب وطالبة صوب قاعات اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول في نحو 17 ألف مدرسة متوسطة وثانوية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. ويتزامن انطلاق الاختبارات مع انتهاء تجهيز قاعات الامتحانات وإعداد الخطط الميدانية للإشراف على اختبارات الطلاب والطالبات من قبل إدارات التعليم.

ففي جدة، أكد مدير عام التربية والتعليم عبد الله بن أحمد الثقفي أن إدارته أنهت كافة الاستعدادات المتعلقة باستقبال الطلاب والطالبات في قاعات الاختبارات اليوم، وأعدت خطة متابعة ميدانية ينفذها نحو 600 مشرف ومشرفة، للإطلاع على أعمال سير الاختبارات ولجان التصحيح والمراجعة والرصد.

ودعا الثقفي كافة مديري ومديرات المدارس والمشرفين والمشرفات إلى العمل على تذليل كافة الصعوبات التي قد تواجه الطلاب والطالبات وتهيئة الأجواء المناسبة في قاعات الاختبارات مثل التكييف والنظافة والإضاءة.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت منذ العام الماضي برنامجاً مركزياً بإدخال درجات الطلاب والطالبات آلياً في نهاية عمل كل يوم لاستخراج النتائج آلياً في آخر يوم من أيام الاختبارات.


رعاية صحية

وعلى صعيد متصل، وجهت إدارة الصحة المدرسية بمنطقة الرياض بتنفيذ برنامج الإشراف الصحي على لجان الاختبارات "امتحان .... بصحة وأمان " للفصل الدراسي الأول، وذلك من خلال 45 لجنة موزعة على الوحدات الصحية وعدد من المجمعات المدرسية في مدينة الرياض ومدينتي المزاحمية وحريملاء، يقوم بتنفيذها الأطباء والفنيون التابعون للصحة المدرسية بالمنطقة.

وأشار مدير إدارة الصحة المدرسية بالمنطقة الدكتور وحيد بن مرزوق الخميس، إلى أنه في العام الماضي جرى التعامل مع 490 حالة خلال اختبارات الفصل الدراسي الأول، تمثلت في حالات التهاب التنفسي العلوي بنسبة 32.44% بسبب التقلبات الجوية وحالات الصداع بسبب السهر والإرهاق بنسبة 14.68% سجلت معظمها خلال اليومين الأولين ، ثم الحالات المصاحبة للأوضاع الخاطئة خلال المذاكرة والمتمثلة في الآلام العضلية بنسبة 12.45%.

ويأتي تنفيذ برنامج الإشراف الصحي على لجان الاختبارات هذا العام، امتداداً لتطبيقه على مدى العشر سنوات الماضية.


كبسولات الملخصات

إلى ذلك، ما زالت الاختبارات تمثل هاجساً لكثير من الطلاب، فمع اقترابها يعمد كثير منهم إلى البحث عن حلول تعينهم وتخفف من روعهم في تقبل بعض المواد، فيلجؤون إلى ملخصات لها قبل الاختبارات، حيث تضج المكتبات ومراكز الخدمات الطلابية بالطلاب الراغبين في شراء ملخصات الكتب المدرسية.

وأوضح عبدالرحمن العمري "طالب في مرحلة الثانوية" أن الملخصات تحدد بالضبط ما هو المطلوب من الفقرة الواسعة الشرح من خلال إعداد مبسط في نقاط مختصرة تساعد على الحفظ.

أما الطالب أحمد الشهري، فيجد في الملخصات سهولة في استيعاب المادة خاصة إذا كانت على طريقة سؤال وجواب.

وقال سعيد عبدالله "صاحب مكتبة للخدمات الطلابية" إن بيع الملخصات خاصة في هذا الوقت من السنة يشكل مصدر رزق مهم بالنسبة لي، نظراً للإقبال المتزايد عليها، فكل الملخصات الموجودة من إعداد أساتذة وطلبة مجتهدون، وهناك بعض المكتبات تسعى للربح المادي فقط والاستنزاف، فتبيع ملخصات سيئة وناقصة. وقد تكون معلوماتها خاطئة مما يؤثر على نتيجة الطالب في الاختبار.

من جانبه، عبر مدير ثانوية القيروان خالد الفيفي عن أسفه الشديد من اعتماد الطلاب على الملخصات، مشيراً إلى أن من الآثار السلبية للملخصات أن الطالب أصبح يحفظ ويكتب فقط بدون أن يفهم أو يدرك المضمون والغاية من تلقي المعلومة، وبالتالي يفقد الغاية من التعليم، إضافة إلى الاتكال وعدم الاعتماد على النفس في المذاكرة وحل التدريبات وحتى الترجمة، فكل شيء أصبح جاهزاً مقابل مبلغ مادي، فالاستعداد للاختبار لدى بعض الطلبة يقوم على الملخصات والحفظ ثم إفراغ ذلك في ورقة الإجابة ومن ثم النسيان.





فشل تحصيلي

وذكر مدير متوسطة وثانوية الأندلس الأهلية بالطائف سعد الشهري أن ملخصات اليوم هي كبسولات لا تجمع ما يفيد الطالب تحصيلياً، بل هي مسكنات يتجاوز بها الطالب الاختبار بنجاح هش، وبفشل ذريع تحصيلياً، ليبدأ بعدها الطالب مرحلة الضعف الدائم، فيخرج الطالب الجامعي أمياً في تخصصه.

وأرجع سبب انتشار الملخصات إلى ضعف بعض المعلمين في تخصصاتهم، فيغطون فشلهم في توصيل المادة بهذا الملخص المُخل. أما السبب الثاني فهو ثقافة بعض أولياء الأمور القاصرة التي تنتشي بامتياز الابن الذي حصل عليه جراء هذه الملخصات بغض النظر عن المستوى المتدني له. وأشار إلى أن بعض المدارس الأهلية، وبعض مراكز الخدمات الطلابية تسعى إلى المال دون البحث في مشروعية طريقة الكسب.

من جانبه، قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام بإدارة التربية والتعليم بالطائف عبدالله الزهراني، إن مدير عام التربية والتعليم بالمحافظة محمد أبو راس وجه تعميماً لجميع المدارس التابعة للمحافظة "بنين وبنات" في جميع المراحل بعدم اعتماد الملخصات للمواد الدراسية وعدم تداولها داخل المدارس, وأن الاعتماد بشكل عام يكون على الكتب المعتمدة من الوزارة. أما ما يتم تداوله وبيعه من ملخصات في المكتبات، فهو من مسؤوليات جهات حكومية أخرى تتابع هذه الظاهرة وتقضي عليها.