بعد هذا الموسم الأهلاوي الحزين وخروج فريق القدم الأول من كل البطولات المحلية والخارجية فضلاً عن المستويات الهزيلة والمتذبذبة التي ظهر بها في كل النزالات، طلبت من رئيس أعضاء شرف النادي الأهلي الأمير خالد بن عبدالله إجراء حوار موسع يضع فيه النقاط على الحروف بشأن رؤية سموه للخروج الأهلاوي هذا الموسم خالي الوفاض، وتوصيفه الشخصي والخاص لمشكلة الفريق والخطوات التي يراها للاستفادة من أخطاء الموسمين الأخيرين، حتى يمكن الظهور بشكل مختلف في الموسم المقبل. ولماذا يبقى سموه وحيداً في الدعم المادي ويتحمل وحده كافة النفقات؟ وكيف يمكن تفعيل دور أعضاء شرف الأهلي الغارقين في سبات عميق أو اللاهين عن فريق كبير وعظيم بحجم الأهلي الذي يمنحهم الألق بانتمائهم إليه ولا يمنحونه هم شيئاً بل إن بعضهم يسيئون إليه شماتة حيناً وتصفية حسابات حيناً آخر والضحية هو الأهلي؟ وكنت أريد أن أسأل الأمير لماذا لا يتدخل ويختار بنفسه اللاعبين المحليين والأجانب أو على الأقل يشرف بنفسه على هذا الملف انطلاقاً من خبرته الكروية الكبيرة؟ وأسئلة أخرى كثيرة تتعلق بصرف النادي لمبالغ طائلة دون جدوى في موسمين متتاليين، ما يعني وجود سوء تدبير.. ولا بد من تدخل حاسم من سموه يضع حداً نهائياً لهذا الأمر حتى لا يزداد الهدر المالي وتزداد معه الخيبات الخضراء؟
اعتذر الأمير خالد في الوقت الحالي عن الظهور في أي حوار أو لقاء، وقد قرأت في هذا الاعتذار أن ليس لديه ما يقوله الآن، وإنما لديه كثير مما سيفعله ويحققه على أرض الواقع أفعالاً لا أقوالاً، كعادة سموه، حين يقف على الخلل ويدرسه بتأن وعمق وعقلانية دون انفعال أو تسرع.. وأظن أن الأمير وقف على المشكلات المزمنة في الأهلي، خاصة في الفريق الأول، وأدرك مكامن الخلل حسب تصريحه المقتضب لبرنامج الجولة الأسبوع الماضى. وهو قادر على وضع الحلول بمنتهى الهدوء ودون دعاية أو بربقندا، فهو ليس صاحب كلام في الهواء أو وعود لا تنفذ، لكنه رجل يعمل في صمت وحب وعشق خالص لناديه، لا يرتجي من أحد جزاء ولا شكوراً، ولا ينتظر مديحاً من هذه الآلة الإعلامية أو ذاك البوق الصحفي.. وما صفقة كامل الموسى إلا بداية ستتبعها صفقات أكبر وأجمل يحتاجها الفريق لتنهض به وتعالج علله المستديمة. وكم أتمنى أن يستمر الأمير بنفسه في عمل هذه الإصلاحات وأولها أن يستلم إدارة النادي لمدة سنة واحدة فقط ولا يمنع هذا من أن يكون بجانبه الإدارة الجديدة التي سترشح نفسها للموسم المقبل، لتتعلم منه النظرية والتطبيق معاً هذه المرة، إذ أعتقد أن ما حدث للأهلي في المواسم الثلاثة الأخيرة يعود لخلل في التطبيق لا في النظرية، أي كان في الممارسة لا في الشعار، لأن النظرية نجحت في الفئات السنية من خلال الأكاديمية وقطاع الناشئين والشباب لسبب بسيط، لأن صاحب النظرية هو ذاته من طبقها، فنجح بشكل باهر ومتتالٍ، والدليل ما يزال طازجاً وساخناً وماثلاً للعيان عبر فريق الناشئين في النادي الراقي الذى هو أولى ثمار الأكاديمية التي تعتبر فتحاً رياضياً وكروياً مهما على المستوى المحلي والعربي والقاري، وحتى تنجح نظرية سموه وتنعكس الاحترافية العالية الموجودة في الأكاديمية والناشئين والشباب على الفريق الأول يجب أن يشرف بنفسه ويعمل بنفسه على تطبيقها، وهو ما أعتقد أن الأمير خالد سيفعله في الموسم المقبل، وقد شرع في ذلك من الآن، وهي فرصة لكل من سيرشح نفسه لإدارة النادي الراقي أن يكون بجوار الأمير كي يتعلم جيداً من هذا الفكر الاستثنائي والخبرة الفريدة.
* * *
قال لي إن "العربية" نشرت أمس أن الأمير خالد بن عبد الله، رئيس أعضاء هيئة شرف نادي الأهلي، تصدر قائمة العشرة الأكثر تأثيراً في الوسط الرياضي السعودي لهذا الموسم، في استطلاع أجراه برنامجها الشهير "في المرمى".. قلتُ هذا أمر بديهي، فالأمير خالد هو صاحب ومؤسس النظريات الحديثة رياضياً وكروياً في بلادي وصاحب الفكر الرياضي الخلاق الذي سيصنع المستقبل المضيء للكرة السعودية فكراً وممارسة.